– محسن الهاشمي: في شهر رمضان الأبرك يكثر الطلب على المواد الغذائية بشتى أنواعها، ولهذا ترى البائعين يتسابقون على جلب المنتوجات بوفرة لتغطية حاجة المستهلكين في رمضان. هذا ما يحدث خلال هذا الشهر الكريم في مدينتي تطوانوطنجة حيث تعرف أسواقهما ارتفاعا كبيرا للمنتوجات الغذائية بمختلف أصنافها مثل باقي المدن المغربية، غير أن الفرق الوحيد هو أن أسواق تطوانوطنجة تعرف غزوا كبيرا للمنتوجات الاسبانية المهربة من سبتةالمحتلة. هذه المنتوجات المهربة التي تعرف اقبالا كبيرا من طرف المستهلكين في كلتا المدينتين، يخفى على أغلب المواطنين انها تكون أحيانا مغشوشة، أو انتهت صلاحياتها، وأحيانا أخرى لا تكون صالحة للمسلمين لاحتوائها على مواد محرمة في الشريعة الاسلامية كدهون الخنزير أو الكحول. القالب اسباني والمحتوى "الله اعلم" وأنت تتجول في شوارع وأسواق طنجة أو تطوان ساعات قبل آذان المغرب، تجذبك أصوات الباعة الموسمين وهم يصرخون بأعلى أصواتهم لجذب المواطنين لشراء قنينات العصير(المنتوج الذي يكثر استهلاكه في رمضان) بثمن لا يتجاوز الخمس دراهم. وما يغري أكثر هو أن هذا العصير منتوج اسباني خالص كما يعلن هؤلاء الباعة، ويتضح ذلك من خلال القنينة التي تحمل العلامة الاسبانية، غير أن شكوكا كثيرا كانت تراود المواطنين كلما اشتروا قناني العصير هذه. محمد يكشف قائلا " أغلب هذا العصير مغشوش، ليس اسبانيا، عدا القنينة، هناك العديد من الشباب يقومون بجمع قنينات العصير ثم يعيدون ملئها بعصير يعدونه بأنفسهم ثم يقومون ببيعه مرة أخرى، ولهذا تجد أن العديد من المواطنين يستغربون عندما يجدون سدادة القنينة غير محكمة الاغلاق". سعيد أضاف في هذا السياق بنبرة ساخرة " ذات يوم اشتريت قنينة عصير من هؤلاء الباعة، وكانت قنينة عصير الخوخ كما يظهر على غلاف القنينة، وعندما فتحتها في المنزل أكتشفت أنها تحتوي عصير الاناناس" !!. لا يوجد في رمضان مدة الصلاحية منتهية غالبا ما لا ينتبه المواطنون لمدة صلاحية المنتوجات التي يشترونها خلال شهر رمضان، ففي رمضان كل شيء صالح للأكل، هكذا يمكن أن تحس وأنت ترى تدفق الناس على شراء المنتوجات في هذا الشهر العظيم. وبما أن المنتوجات الاسبانية التي تنتشر في أسواق طنجةوتطوان في شهر رمضان هي الاكثر خطورة في هذا الجانب نظرا لكونها مهربة وعدم خضوعها للمراقبة، فإن العديد من المواطنين لا يدركون هذه الخطورة التي قد تتسبب لهم في مشاكل كبيرة. أحد الباعة الرسميين بتطوان يصرح" أغلب المنتوجات الاسبانية التي تكثر في أسواق الشمال في شهر رمضان تكون مدة صلاحيتها قريبة الانتهاء، خاصة المنتوجات الرخيصة". يوضح صاحبنا قائلا" ما يحدث هو أن الباعة الاسبان في سبتةالمحتلة عندما تقترب مدة صلاحية المنتوجات من الانتهاء يخفضون ثمنها بشكل يغري المهربين المغاربة على اقتنائها بكميات كبيرة، عند ذلك يتم جلبها إلى اسواق طنجةوتطوان لبيعها، لكن مع الوقت تنتهي صلاحية هذه المنتوجات دون أن يدرك البائع أو المستهلك أن هذه المنتوجات غير صالحة للاستهلاك، الأمر الذي يعرضه للخطر على صحته دون أن يعلم". الافطار بالخنزير وشرب الكحول بعض المنتوجات الاسبانية المهربة من سبتةالمحتلة تحتوي على دهون الخنزير، كما أن بعض المشروبات تحتوى على كمية من الكحول وهما الامران اللذان لا ينتبه لهما الكثير من المستهلكين المغاربة. يقول بائع رسمي في تطوان ملم باللغة الاسبانية" العديد من المغاربة لا يقرأون ما هو مكتوب على بعض المنتوجات الاسبانية التي يشترونها، الأمر الذي يدفع ببعضهم إلى شراء منتوجات تحتوي على دهون الخنزير أو مشروبات تحتوي الكحول" ثم يضيف" وقد يفطر بالخنزير أو يشرب الكحول وهما محرمان في الاسلام وهو لا يدري". غياب تام للمراقبة ما يمكن أن يسجل بشكل مؤسف بخصوص هذه القضية، هو الغياب التام للجهات المسؤولة على مراقبة المنتوجات الغذائية التي تنتشر بشكل كثيف في الاسواق، والجهات المسؤولة على حماية المستهلكين المغاربة. الالاف من المنتوجات الاسبانية المهربة تدخل الاسواق في تطوانوطنجة يوميا دون أن تحرك الجهات المسؤولة أي ساكن، كأن الامر لا يعنيها مطلقا، وهو ما يدفع إلى طرح العديد من الاسئلة عن وظيفتها والجدوى من وجودها !!.