الإسبان لا يستهلكون المواد المعروضة بمخازن طارخال رغم ثمنها البخس تشهد أغلب أسواق تطوان وجود كميات كبيرة ومتنوعة من المنتجات الاستهلاكية الإسبانية التي تهرب عبر مركز العبور باب سبتة الحدودي، وتشكل أغلب هذه المواد منتهية الصلاحية والمستقدمة في غالبيتها من مدينة سبتةالمحتلة عن طريق التهريب، خطرا كبيرا على صحة المستهلكين، إذ تباع بوفرة في مختلف الأسواق، وحتى عند الباعة المتجولين الذين يركزون نشاطهم على هذا النوع من التجارة، لرخص ثمن هذه المواد وسرعة بيعها. ونظرا لغياب الوعي عند المواطنين بخطورة هذه المواد، خاصة منها الغذائية كالحليب والأجبان واليوغورت ومرتديلا التي تتطلب إمكانيات وشروط خاصة لنقلها، فإنهم يقبلون على اقتنائها بشكل كبير. وعاينت الصباح خلال جولة في بعض الأسواق التي تخضع لنظام التجارة الحرة وتعرف إقبالا كبيرا من طرف المواطنين ، كسوق باب النوادر وسوق (الطرنكات) ،أن المواد الغدائية التي يتم تهريبها عبر نقطة الحدود باب سبتة تشكل أكثر نسبة من السلع المعروضة عند جميع المحلات التجارية خاصة المختصة في بيع عصير الفواكه والأجبان والفواكه المعلبة والفواكه الجافة والحلويات، وتعرف إقبالا كبيرا من طرف الزبناء رغم من أنها تفتقر إلى الكثير من عناصر الجودة والسلامة الصحية. وقال (م،أ) أحد تجار سوق (باب النوادر) في تصريح ل الصباح،"إن أغلب المنتوجات الغذائية المعروضة في السوق يتم استقدامها من مخازن طارخال بسبتة، وتعتبر فاسدة عند الإسبان". موضحا، "أن بعض المتاجر التي لا يتوانى أصحابها في الاتجار بصحة المواطنين يتوفرون على بعض المحلات السرية تعمل على تزييف تاريخ انتهاء صلاحية الاستهلاك بعدما يعملون على اقتناء هذه المواد من إسبانيا أو من بعض دول أوربا الشرقية بأثمان رخيصة لإعادة بيعها من جديد بتاريخ مزيف في هذه المنطقة الحرة التي لا تخضع لأي رقابة من الجهات المسؤولة، وهذا ما يمثل خطرا على صحة المستهلك" . مشيرا،"أن الإسبان لا يستهلكون هذه المواد التي مصدرها "طارخال"، رغم رخص ثمنها لأنهم يعتبرون أن جميع المواد الغذائية المعروضة في هذه المخازن، التي لا تخضع للمراقبة، فاسدة" . تجدر الإشارة إلى أن مصالح الأمن بالفنيدق سبق لها أن حجزت نحو60 ألف علبة شكولاطه مهربة من إسبانيا عبر المركز الحدودي باب سبتة، ويرجح أنها خضعت لعملية التزوير بأحد مخازن "طارخال" الشهيرة بالمدينة المحتلة والمعروفة بنشاطها في هذا الميدان. وحجزت كميات "الشوكولاطة" المشار إليها في مخزن يستعمل لتخزين السلع بحي "بوغابة" بمدينة الفنيدق. واتضح من المعاينة الأولية للمحجوز أن 35 ألف علبة "شوكولاطة" لا تحتوي على أي إشارة إلى تاريخ انتهاء صلاحية الاستهلاك.