تستهلك ساكنة تطوان والفنيدق والمضيق هذه الأيام نوعا من «اليوغورت» المهرب من مدينة سبتةالمحتلة يحتوي على «جيلاتين الخنزير»، وهو يباع بثمن بخس، إذ لا يتعدى ثمن العلبة، التي يبلغ وزنها نصف كيلوغرام، ال8 دراهم. وفي الوقت الذي عمدت المصالح المختصة والسلطات بمدينة المضيق إلى شن حملة على الباعة المتجولين، وبعض الدكاكين المختصة في بيع المواد الغذائية المهربة من سبتةالمحتلة، لم تحرك سلطات مدينة تطوان ساكنا لحد الآن، تاركة المواطنين يفطرون على «جيلاتين لحم الخنزير»، دون أن تدرك ذلك. وكانت «المساء» قد اتصلت بمسؤول في ولاية تطوان، أوضح لها أن «الرقابة الغذائية تشمل فقط المواد الغذائية مغربية الصنع»، فيما تستثني حملاتها «الموسمية» المواد الغذائية المهربة، مما يعرض صحة ساكنة المدينة للخطر، باستهلاكها مواد غذائية يجهل محتواها ومكوناتها، وأغلبها يتضمن دهون وشحوم الخنازير.وتعتبر مدينة تطوان مقبرة للمواد الغذائية الإسبانية، أغلبها مهرب عن طريق معبر باب سبتة الحدودي، وقليلها يدخل بطرق قانونية. لكن ما لا يعرفه المستهلكون المغاربة هو أن أغلب المواد الغذائية تحتوي في تركيبتها على شحوم الخنزير، التي لا تشير إليها بعض المواد الغذائية في لائحة صنعها، كهذا «اليوغورت»، حيث تعمدت الشركة عدم إدراج ترجمة «جيلاتين الخنازير» باللغة الإسبانية نظرا لعلمها المسبق بإتقان أغلبية السكان اللغة الإسبانية، فيما أشارت إلى تركيبة جيلاتين الخنازير باللغة الفرنسية. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فيما يتعلق بتهريب مواد غذائية، بل يصل إلى المواد الأخرى المستهلكة كبعض أنواع الألبان التي تحتوي على شحوم ودهون الخنزير. وكانت مصلحة الشؤون الاقتصادية التابعة لولاية تطوان قد أفادت خلال هذا الأسبوع أن اللجنة الإقليمية المشتركة المكلفة بمراقبة جودة وتموين الأسواق بالولاية قامت، منذ بداية شهر رمضان، بحجز أزيد من 400 كيلوغرام من المنتجات الغذائية غير الصالحة للاستهلاك. وأضاف المصدر ذاته أن المنتجات المحجوزة شملت اللحوم الحمراء (93 كلغ) والسمك (20 كلغ) والحليب ومشتقاته (45 لترا) والتمور (110 كلغ) والفواكه (10 كلغ)، موضحا أن عملية تموين الأسواق تتم بشكل عادي مع توفر عرض يفوق الطلب بكثير. فيما لم تتطرق المراقبة لهذا النوع من المواد الغذائية المهربة، الذي يباع في مأمن من الحجز.