كثف نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، دعوات واسعة لساكنة مدينة طنجة، للمشاركة في احتفاليات ذكرى عاشوراء، التي يخلدها شيعة العالم في العاشر من محرم من كل سنة، وهي ذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي عليه السلام. وتداولت صفحات ومجموعات تفاعلية على موقع الفيسبوك، دعوات متزايدة خلال الأيام الأخيرة، تحث ساكنة مدينة طنجة، على الحرص على إبداء مظاهر الحزن يوم عاشوراء، إحياء لمقتل الإمام الحسين، حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر قرنا، في خطوة تهدف حسب أصحاب هذه الدعوات إلى "محاولات التغيير الثقافية المخطّط لها من طرف بني أمية"، حسب إحدى المنشورات. وتأتي هذه الدعوات من طرف معتنقي الفكر الشيعي في مدينة طنجة، في الوقت الذي يستعد عدد من الشيعة المغاربة بالمدينة، ّإلى إحياء ذكرى عاشوراء في أحد أحياء المدينة القديمة، بحضور رجل دين شيعي بارز، جاء إلى طنجة من مدينة قم الإيرانية، للإشراف على إحياء هذا التقليد "الحسيني" عند لدى شيعة العالم. وهذه ليست المرة الأولى التي يتم تنظيم مثل هذه الاحتفالات من طرف أتباع التيار الشيعي بمدينة طنجة، حيث عرفت السنة الماضية احتفالا مماثلا، جرت أنشطته وسط تكتم شديد من طرف المعنيين بالأمر، وهي نفس عادة أتباع هذا التيار الذين يحرصون سنويا على تنظيم أنشطتهم بعيدا عن الأضواء، تفاديا لأي صدام مع عموم الناس و السلطات الأمنية. وتحرص مختلف المنابر الإعلامية الناطقة باسم شيعة طنجة، على نهج أسلوب التكتم هذا، حيث لم يسبق لأي منبر إعلامي أن تطرق لوجود أي احتفالات خاصة للشيعة المغاربة، بينما سبق لقنوات تلفزية عراقية وإيرانية، أن أشارت في مناسبات سابقة إلى تخليد "شيعة آل البيت في المغرب لذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام"، وذلك من خلال قصاصات ونشرات مقتضبة. ويصل عدد معتنقي الفكر الشيعي بطنجة، حسب معلومات أمنية، إلى قرابة 300 مواطن يؤمنون بمذهب الشيعة الإثنا عشرية، إلا أنهم يحرصون على عدم التصريح بمعتقداتهم لأسباب يغلب عليها الهاجس الأمني، بالنظر إلى أن المذهب المعتمد لدى ساكنة مدينة طنجة هو مذهب الإمام مالك أحد المذاهب الأربعة عند اتباع أهل السنة والجماعة.