رئيس النيابة العامة يتباحث مع رئيس ديوان المظالم بالمملكة العربية السعودية    إسرائيل تدعو لتسهيل مغادرة سكان غزة وحماس تطالب بقمة عربية عاجلة    لقجع: المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء سيفتتح أبوابه في حلة جديدة تليق بتاريخ هذه المعلمة الكروية    التهراوي يكشف الخطة المعتمدة للحد من انتشار "بوحمرون"    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الارتفاع    مجلس الحكومة يصادق على تعيينات جديدة في مناصب عليا    العيون تحتضن المؤتمر العربي الأول حول السياسات العمومية والحكامة الترابية    بايتاس يكشف الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة بشأن لقاح التهاب السحايا    خبراء إسرائيليون يزورون المغرب للإشراف على وحدة تصنيع طائرات بدون طيار    تقرير يدق ناقوس الخطر إزاء الوضعية الحرجة للأمن المائي والغذائي والطاقي بالمغرب ويدعو لتوحيد الجهود    مقاولات: مناخ الأعمال "غير ملائم"    المخدرات توقف شخصين في طنجة    الأرصاد الجوية تكشف استقرار الأجواء وتترقب تساقطات محدودة بالشمال    ارتفاع طفيف لأسعار الذهب وسط استمرار المخاوف من حرب تجارية بين الصين والولايات المتحدة    تخفيضات تصل إلى 5%.. تفاصيل امتيازات "جواز الشباب" في السكن    مجلس المستشارين يعقد جلسة عامة لمناقشة عرض السيدة الرئيس الأول للمجلس الأعلى للحسابات    شركة الطيران تطلق خطين جويين جديدين نحو المغرب الاقتصاد والمال    عرض الفيلم المغربي "طاكسي بيض 2" في لييج    ريال مدريد يحجز بطاقته لنصف نهاية كأس ملك إسبانيا على حساب ليغانيس (ملخص)    نقابي بالناظور يتوعد حزب أخنوش بالهزيمة في الانتخابات: العمال سيحاسبون الحكومة في صناديق الاقتراع    نورا فتحي بخطى ثابتة نحو العالمية    وزير الداخلية الإسباني يكشف مستجدات فتح الجمارك في سبتة ومليلية    إنتاجات جديدة تهتم بالموروث الثقافي المغربي.. القناة الأولى تقدم برمجة استثنائية في رمضان (صور)    اخشيشين يؤكد دور الدبلوماسية البرلمانية في توطيد التعاون بين الدول الإفريقية المنتمية للفضاء الأطلسي    افتتاح معرض اليوتيس 2025 بأكادير    رونالدو يطفئ شمعته الأربعين..ماذا عن فكرة الاعتزال؟    إشاعة إلغاء عيد الأضحى تخفض أسعار الأغنام    بدر هاي يخرج عن صمته ويكشف تفاصيل اعتقاله    السلطات تمنع جماهير اتحاد طنجة من التنقل إلى القنيطرة لدواعٍ أمنية    البرازيلي مارسيلو يعتزل كرة القدم بعد مسار حافل    "جواز الشباب" يخدم شراء السكن    عجلة الدوري الاحترافي تعود للدوران بمواجهات قوية لا تقبل القسمة على اثنين    برامج رمضان على "الأولى": عرض استثنائي وإنتاجات درامية وكوميدية بحلة جديدة    6 أفلام مغربية تستفيد من دعم قطري    مرصد أوروبي يكشف أن "يناير" الماضي الأعلى حرارة على الإطلاق    بعد عام من القضايا المتبادلة.. شيرين عبد الوهاب تنتصر على روتانا    مصدر خاص ل"الأول": "طاقم تونسي لمساعدة الشابي في تدريب الرجاء"    تعيينات جديدة في مناصب المسؤولية بمصالح الأمن الوطني    مواجهات عنيفة بين الجيش الجزائري وعصابة البوليساريو بتندوف (فيديو)    تفاصيل المصادقة على اتفاقية لتهيئة حديقة عين السبع    المغرب يعزز قدراته الدفاعية بتسلم طائرات "بيرقدار أكينجي" التركية المتطورة    الاتحاد الأوروبي: "غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية"    كيوسك الخميس | إسبانيا تمنح تصاريح إقامة لأزيد من 11.500 عاملة مغربية    المغرب يحقق رقماً قياسياً في توافد السياح خلال يناير 2025    فيديو: توافد المئات من المعتمرين والحجاج على معهد باستور بالدار البيضاء للتلقيح ضد التهاب السحايا    شرطة ألمانيا تتجنب "هجوم طعن"    "قناة بنما" تكذب الخارجية الأمريكية    القوات الإسرائيلية تخرب 226 موقعا أثريا في قطاع غزة    وزير الدفاع الإسرائيلي يأمر بالتخطيط ل"هجرة طوعية" من غزة بعد مقترح ترامب للسيطرة على القطاع    أستاذ مغربي في مجال الذكاء الاصطناعي يتويج بجامعة نيويورك    7 أطعمة غنية بالعناصر الغذائية للحصول على قلب صحي    أجراس الحداثة البعدية في مواجهة منابر الحداثة    الرباط.. العرض ما قبل الأول لفيلم "الوصايا" لسناء عكرود    جامعة شيكاغو تحتضن شيخ الزاوية الكركرية    المجلس العلمي المحلي للجديدة ينظم حفل تكريم لرئيسه السابق العلامة عبدالله شاكر    أي دين يختار الذكاء الاصطناعي؟    أربعاء أيت أحمد : جمعية بناء ورعاية مسجد "أسدرم " تدعو إلى المساهمة في إعادة بناء مسجد دوار أسدرم    أرسلان: الاتفاقيات الدولية في مجال الأسرة مقبولة ما لم تخالف أصول الإسلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف يطرق التشيع الاثناعشري أبواب المغاربة اليوم؟
نشر في هسبريس يوم 31 - 05 - 2008

تاريخيا عرفت بلاد المغرب الأقصى بشكل عام بأنها بلاد أهل السنة والجماعة على مستوى العقيدة والسلوك، وتعتمد مذهب الإمام مالك في الفقه مذهبا رسميا، وعلى هذا المنوال توارث المغاربة أمور الدين عندهم جيلا بعد جيل، في غياب أي تواجد لأي طائفية أو تعددية عقائدية وفقهية تعكر وحدة المغاربة الفقهية والعقائدية.
ظل الأمر على هذا الحال لغاية السنوات الأخيرة، حيث بدأنا نقرأ على صفحات بعض الجرائد الوطنية وكذلك نسمع في غرف برنامج الحوار العالمي( البالتولك ) على الانترنيت، نسمع من وقت لآخر أفرادا من المغاربة يصرحون بأنهم اعتنقوا عقائد فرقة الشيعة " الاثنا عشرية " المعروفة بعدائها لكل ما هو سني، وكل ماله صلة بصحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حيث تتهم أهل السنة بأنهم أعداء لأهل بيت النبي صلى الله عليه واله وسلم، وأنهم – أي السنة – بحسب اعتقاد الشيعة الاثناعشرية قد انحرفوا عن الدين المحمدي الأصيل بترضيهم على الصحابة وحبهم لأل البيت الكرام في آن واحد، إذ تعتقد هذ الفرقة انه لا ينبغي الجمع بين حب الصحابة وحب آل البيت، ومعلوم أن هذا محض افتراء وبهتان ليس له أي أساس من الصحة. من المسلم به أن المغاربة مثلهم مثل باقي إخوانهم السنة في العالم الإسلامي مجبولون على حب آهل البيت الكرام والصحابة معا، لأنهم قد ثبتت عندهم بما لا يدع مجالا للشك الأخوة التي كانت ترابط بين الصحابة وآل البيت، أبرزها صلات المصاهرة والزيجات التي كانت تتم بينهم، رغم الاختلاف والفتنة التي جرت بينهم في فترة زمنية معينة، التي كانت لها ملابسات وظروف خاصة، وهو اختلاف ذو أساس اجتهادي، وليس ذا أساس عقائدي يقوم على تكفير بعضهم بعضا.
كيف كانت بدايات التغلغل الشيعي " الاثنا عشري " في المغرب المعاصر ؟ وما هي أسباب ذلك ؟ وهل يمكن أن نتحدث عن وجود طائفة أو تنظيمي شيعي مغربي ؟ أم أن الأمر لايعدو أن يكون عبارة عن أفراد متناثرين هنا وهناك دون أي تنظيم أو غطاء قانوني يجمعهم ؟ هذا ما سنحاول الجواب عليه في الدراسة التالية.
بدايات وأسباب التغلغل الشيعي الاثناعشري بالمغرب السني ؟
بداية لا بد ان نشير ان التشيع الذي نتحدث عنه في هذا المقال هو "التشيع الاثناعشري" الذي نشأ في العصور المتأخرة عن عصور أئمة أل البيت وخاصة عصر علي والحسن والحسين رضوان الله عليهم، والضبط فيما يسمى عصر الغيبة الذي يبتدأ عندهم من سنة 265 للهجرة، تاريخ اختفاء الإمام المعصوم عندهم وعمره خمس سنوات، واتخذ أصحابه عقائد تخالف ماكان عليه أئمة آل البيت الكرام, من ادعاء العصمة فيهم وانهم يعلمون الغيب وأنهم منصبون إلهيا بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لقيادة المسلمين دون غيرهم. في زمانهم كان التشيع ذا صبغة سياسية وليس عقائدية، بمعنى كان الاختلاف حول من الأولى هل القصاص من قتلة الخليفة الشرعي عثمان بن عفان رضي الله عنه، أم استقرار أمر الخلافة والدولة الذي اهتز نتيجة الفتنة الذي أحدثها أصحاب الفتنة وهو رأي الخليفة الراشد علي بن أبي طالب وغيره من الصحابة. كما انه في زمانهم لم يكن هناك واحد ممن ناصر علي وشايعه بصدق في مواقفه يكفر الصحابة ويحكم عليهم بالردة، أو يدعي انهم غصبوا حق أل البيت في الإمامة، إذا ما استثنينا طبعا، أتباع عبد الله ابن سبأ اليهودي الذي كان رئيس الفتنة ورأس الشرآنذاك..
أسرة بن الصديق ودورها في إدخال التشيع الاثناعشري للمغرب في العصر الحديث
يقرر بعض المهتمين بدراسة ظاهرة التشيع بالمغرب الأقصى، أن الطريقة " الصديقة " تتحمل مسؤولية كبيرة في تسهيل التغلغل الشيعي بالمغرب، منذ الزيارة التي قام بها أحمد بن الصديق إلى المشرق في عز تصاعد المد المعتزلي، حيث تأثر بكتابات محمد بن عقيل ( من الشيعة الإمامية) مؤلف كتاب " العتب الجميل لأهل الجرح والتعديل " الذي تهجم فيه على أهل السنة والحديث، وقد تأثر بمشايخ من حضرموت باليمن، فلما عاد إلى المغرب بدأ ينشر أفكار وعقائد الشيعة بين مريديه وتلامذته، وقد خلفه في تكميل مهمته عبد العزيز بن الصديق الذي كان له ميولا واستعدادا لذلك التوجه، وهنا تجدر الإشارة إلى المكتبة التي تحمل اسمه في مدينة طنجة ودورها بشكل أو بآخر على نشر الفكر الشيعي من خلال المؤلفات والكتب التي تعرضها هناك، (أركيولجيا التشيع بالمغرب (.
الثورة الإيرانية الخمينية ودورها في تلميع التشيع الرافضي في نفوس بعض المغاربة
كما لا يخفى على الجميع فإن الثورة التي عرفتها إيران على نظام الشاه سنة 1979 م بزعامة " الخميني" كان لها التأثير الكبير في وقتها وطيلة سنوات الثمانينيات من القرن العشرين على باقي بلاد المسلمين من أهل السنة بما في ذلك بلاد المغرب الأقصى , وقد كان للشعارات التي صاحبت تلك الثورة الخمينية، والتي حملت صبغة إسلامية، وقع السحر علي قلوب بعض الدعاة والشباب بالمغرب المتعطشة إلى إقامة نظام حكم إسلامي، فراحوا يبحثون في الفكر الشيعي وعقائده لعلهم يجدون فيه مايحقق آمالهم، فكانوا كالمستجير بالرمضاء من النار .
دور السفارة الإيرانية وأثرها بين الباحثين والطلاب
يمكن القول أن تصدير أفكار وعقائد الثورة الخمينية انطلق منذ السنوات الأولى لنظام (الملالي) الجديد بإيران, وذلك عن طريق الإمكانيات المادية التي وفرها النظام الجديد في إيران لسفاراته لتخلق نوع من التطبيع مع أهل السنة في بلدانهم، ولم لا، الدعوة للمعتقدات الشيعية بين فئات المثقفين والطلبة وذلك عند طريق مراكزها الثقافية بتشجيع الطلبة بالتوجه للدراسة في الحوزات الشيعية وجامعاتها في كل من إيران وسوريا , وقد تأثر بهذا بعض طلبة المغرب وتوجهوا للدراسة هناك , وكمثال على هذا مايعد كأعلى مرجعية للشيعة المغاربة والتي أفصحت عن نفسها على صفحات بعض الجرائد الوطنية وهو المدعو "إدريس هانئ الحسيني" الذي قال : بأن لديه علاقات متينة مع الكثير من علماء إيران البارزين وآخرين بسوريا حيث كان يدرس مادة " العقائد " الشيعية , كما يربط علاقات إدراية مع سفارة إيران بالمغرب نظرا للدعوات الكثيرة التي يتلقاها لزيارة إيران" . (حوار مع أسبوعية "ماروك ايبدو انترناسيونال(.
دور القنوات الفضائية الشيعية و" انتصارات " (حزب الله ) في جنوب لبنان
معلوم عند الجميع دور وسائل الدعاية وأثرها في توجيه وتغيير أفكار ومعتقدات الأفراد والجماعات , وقد استعملت الثور الخمينية وسائل الدعاية المختلفة في ترويج أفكارها ومعتقادتها بهدف تصديرها لباقي شعوب وبلدان العالم الإسلامي السني , غير أن أخطر جهة كلفت للقيام بهذه المهمة في العالم العربي هي قناة المنار التابعة (لحزب الله) اللبناني الشيعي عراب المذهب الشيعي الجعفري الإمامي في البلاد العربية , وقد تأثرت فئات من المغاربة بما تذيعه تلك القناة من أفكار ومعتقدات مستغلة صراع " حزب الله اللبناني" في الجنوب ضد الكيان الصهيوني كمطية للإقناع بصحة المنهج الشيعي وقدرته على محاربة وهزم العدو الصهيوني , في الوقت الذي عجزت فيها تنظيمات المقاومة السنية عن فعل ذلك كما يرى البعض , بما في ذلك الأنظمة السياسية لأهل السنة حسب زعم القناة المذكورة في كثير من برامجها ونشراتها الإخبارية الممجدة لأنجازات ذلك الحزب.
و قد ذكر هذا الدور الخطير لقناة المنار الشيعية الاثناعشرية، ودور حزب الجنوب، أحد أفراد الجالية المغربية المقيمة ببلجيكا والذي استقطبه المد الشيعي , فيقول :"ومن أهم الأسباب التي دعتهم – أي المتشيعين المغاربة – في البداية للبحث وطلب الحقيقة هو انتصار الثورة الإسلامية في إيران و إنتصارات حزب الله في لبنان وقناة المنار " . ( موقع العقائد الشيعية على شبكة الإنترنيت , قسم المتشيعون ببلجيكا ).وهناك قنوات فضائية وإعلامية أخرى تقوم بالمهمة نفسها , كقناة العالم والتنوير والكوثر والفيحاء والنور والفرات وغيرها كثير التي انطلقت مع الاحتلال الأمريكي للعراق , ناهيك عن غرف الحوار والدردشة الموجودة على برنامج ال"بالتولك" , إذ وصل الأمر بشيعة المشرق بالتواطؤ مع بعض المتشيعين من المغاربة المقيمين بأوربا إلى خلق غرف باسم المغرب والمغاربةعلى هذا البرنامج لإيهام الناس أن هناك في المغرب شيعة، وأن لهم تواجدا مهما في البلاد وبالتالي دعوتهم لاعتناق عقائد " الشيعة الاثناعشرية".
بعض أفراد الجالية المغربية المقيمة بأوربا وبوابة " الاختراق الشيعي" للمغرب
لقد أشرنا من قبل للدور الخطير الذي تلعبه السفارات الإيرانية في الترويج للمعتقدات الشيعية بين أهل السنة , وهي تتجه إليهم حيثما كانوا ولو خارج بلدانهم الأصلية , وقد تعرض بعض أفراد الجالية المغربية بالخارج لنفس ما تعرض له إخوانهم في الداخل للآلة الدعائية الخمينية الشيعية , فوقع البعض منهم في مستنقع تلك العقائد المكفرة لخير الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهم الصحابة الكرام , وخاصة المغاربة المقيمين ب"بلجيكا" "هولاندا" و"إسبانيا".
وفي هذا الصدد يقول أحد الباحثين المغاربة : "تجمع العديد من الشهادات الإسلامية الحركية على أن أهم آليات الاختراق الشيعي في المغرب مرت عبر العمال المغاربة في العديد من الدول الأوروبية , وخاصة في إسبانيا وبلجيكا , عبر عناصر جزائرية علي الخصوص , وموازاة مع هذه الانشطة , كانت العديد من المؤسسات الشيعية التي تحتضن "المستبصرين" وهناك منشورات ترسل من قبل إيران لهؤلاء "( منتصر حمادة أركيولجيا التشيع بالمغرب( .
دور بعض الجماعات الإسلامية في الترويج للفكر الشيعي الاثناعشري
في هذ الإطار تتم الإشارة بالبنان لكل من حركة "البديل الحضاري" التي تحولت إلى حزب سياسي سنة 2005 و "الحركة من أجل الأمة " بالإضافة إلي جماعة "العدل والإحسان" ,فالبنسبة للحركتين الأوليتين لمسنا تأثرهما بالمنهج والدعاية "الخمينية" في التفكير والسياسة والأسلوب عند طلبتهم، الذين كان لهم تواجد ملحوظ في بعض المواقع الجامعية المغربية حينما أفصحوا عن أنفسهم باسم "طلبة الميثاق" و "طلبة الجند" , كما كان يمكن للمتتبع أن يلاحظ تواجدهم بين المتظاهرين في المظاهرات التي كانت تنظم للتضامن مع الشعبين الفلسطيني والعراقي من خلال رفعهم لشعارات وأعلام "حزب الله" اللبناني.
أما فيما يتعلق بدور جماعة "العدل والإحسان" في الترويج لأفكار التيار الشيعي فهو يتجلى في الحماس الزائد الذي أبداه مرشدها العام عبد السلام ياسين لثورة الشيعة في إيران وتمجديه خروجهم على ولاة الأمر عبر التاريخ طاعنا على أهل السنة تقاليد الخضوع للحاكم أيا كان , منذ الانكسار التاريخي كما يصفه في كثير من كتبه , وكيف انحدرت من أجيال الشيعة تقاليد رفض الرضوخ للحاكم , هذا الانكسار يبتدئ , بنظر الشيخ ياسين , بمقتل عثمان رضى الله عنه , وعمقه علماء السنة ونظروا له , فإذا كان الإمام الحسين رضى الله عنه قد واجه وقاتل , وكذالك زيد بن علي وكذا محمد النفس الزكية وإدريس أخوه وإبراهيم ويحيا من بعده كلهم قاتلوا , وهم جميعا من آل البيت فإن أئمة السنة , بنظر الشيخ ياسين , أبا حنيفة ومالكا والشافعي , رضي الله عنهم , كان لهم ميل بل مساندة فعلية لهؤلاء القائمين.( نظرات في الفقه والتاريخ :ص , 27-28-32(.
كما يلمتس الاعذار للشيعة الاثناعشرية، مدافعا عن جرائمهم في حق علماء اهل السنة بعد نجاح ثورتهم سنة 1979م التي رفعت شعار الإسلام، فيقول في كتابه الاحسان:"تصدر فتاوى مأجورة بتكفير الشيعة عامة وان كان الثوار الايرانيون سجنوا علماء السنة واضطهدوا السنيين...فالهيجان الثوري كان ولا يزال في كل مكان".كتاب الاحسان ص 66 طبعة -1998.
وعليه اصبحنا نجد افرادا من هذه الجماعة يعتنقون العقائد الشيعية الاثناعشرية ويدافعون عنها ويروجون لها في مختلف المناسبات، وقد وقفنا على تسجيل صوتي على سبيل المثال، يوجد بموقع العقائد الشيعية على شبكة الأنترنيت لأحد المغاربة من مدينة مكناس اعتنق معتقد الشيعة "الاثنا عشرية"، يصرح فيه بأنه كان من افراد تنظيم جماعة "العدل والاحسان.
كيف يعبر معتنقوا عقيدة االشيعة الاثناعشرية او"المستبصرون"عن وجودهم؟
يلفت الانتباه الاسم الجديد الذي يطلقه الشيعة "الاثناعشرية" على "المتشييعين" الجدد من أهل السنة، إذ يسمونهم ب " المستبصرون "، بمعنى أنهم كانوا في ضلال وظلام، ولما تشيعوا أبصروا الحق بزعمهم. في الواقع حينما نريد معرفة العدد الفعلي لهؤلاء المستبصرين بالمغرب الأقصى فإننا نواجهة شحا كبيرا في المعلومات الاحصائية، ذلك لكون الظاهرة جديدة ودخيلة على المجتمع المغربي، وبالتالي لا نجد هناك أي تقدير محدد لأعداد معتنقي عقيدة الشيعة الاثناعشرية الجدد، او" المستبصرون " كما يطلق عليهم من قبل القوم، وذلك بسبب التكتم الشديد الذي يمارسه هؤلاء الأفراد فيما يخص عددهم داخل المجتمع المغربي، عملا بمبدأ التقية المعروف عند القوم من جهة ، وطغيان الهاجس الأمني عليهم من جهة أخرى، ناهيك عن غياب أي دراسة علمية او إحصائيات دقيقة تحدد أعدادهم.
حينما نطالع بعض مواقع الانترنيت الشيعية المهتمة بتتبع نشاطات وأماكن تواجد المتشيعين أو "المستبصرون"الجدد، خاصة موقع العقائد الشيعية المشار إليه أنفا، وفي الرابط المتعلق بالمغرب نجد هناك مراسلات تتم من طرف متشيعين مغاربة لهذا الموقع، وفي باب الجواب عن السؤال المتعلق بأعداد المتشيعين نجد هناك تضاربا في الجواب، فهناك مثلا من يقول عدد الشيعة بالمغرب غير معروف لأنهم فقط يتواجدون كأفراد في مدن مثل مكناس، فاس، وزان، طنجة، وجدة، تطوان، الحسيمة و الناضور، وهناك من يقول أن أعدادهم بلغ 10 بالمائة، وهذا لا شك محض افتراء لا مجال للتعليق عليه. بالمقابل نجد ما يعد مرجعا أعلى للمتشيعين بالمغرب" ادريس هاني الحسيني" يقول في حوار مع احد المنابر الاعلامية:"ان الشيعة في المغرب هي الاصل وان السنة استثناء"، فهذا ان كان يقصد بالشيعة ما عليه القوم في ايران وجنوب العراق وجنوب لبنان ودول الخليح العربي من عقائد غريبة عما كان عليه أل البيت الكرام، فهو لامحالة ضرب من الهرطقة، وأما إن كان يقصد بالشيعة، مشايعة ومناصرة و حب أهل البيت والصحابة فلا شك أن المغاربة هم يشايعون كل أتباع النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.
اما فيما يتعلق بأعداد المتشيعين من المغاربة المقيمين بالخارج وخاصة بلجيكا، فانه في نفس الموقع يمكن العثور على مراسلة في الرابط المتعلق بالمتشيعين في بلجيكا تقدر أن أعداد الذين تشيعوا من المغاربة يقارب الخمسة آلاف شخص، وهذا الرقم يصعب التأكد منه في غياب أي معطيات دقيقة.
باعتبار ما سبق يمكن القول ان "المتشيعين" او "المستبصرين" بالمغرب الأقصى لا يعدون ان يكونوا جماعات صغيرة متفرقة، تشير بعض القرائن أنها تسعى لخلق تنظيم يجمع شتاتها، ونظرا لعقيدة التقية التي هي عندهم اساس الدين، لا يستطيع الباحث المنصف تقدير أهمية تواجدهم بالمغرب من عدمه، فهم لا يلجئون إلى التصريح بانهم" شيعة اثناعشرية " او انهم "استبصروا" ويختفون وراء أوصاف غامضة وفضفاضة خوفا من تبعات قد تلحق بهم، وهي تبعات أمنية بالدرجة الأولى غير ان هذا لا يمنع ان يقوم بعض " المتشيعين "بمدينة مكناس بتأسيس جمعية تسمى "الغدير"، وهذا لا يعني بحسب بعض المقربين من هذه الجمعية ( أن الحالة الشيعية مهيكلة بهذه المدينة... فالحديث عن قوة شيعية بمكناس غيرصحيح، انهم افراد فقط هنا وهناك، ولهم قناعات عقائدية معينة). (سعد بوعشرين، الصحفية المغربية العدد 31)
* ملحوظة: هذه المقالة كتبت في أوائل سنة 2006 ميلادية. ""


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.