كشفت العديد من الوقائع أن شبكة الانترنيت بالاضافة الى الشريط الحدودي المغربي الممتد عبر الشرق و الجنوب بصفة خاصة تشكل جميعها منافذ لتوغل المد الشيعي الى بلادنا سواء عبر المؤلفات و المنشورات الداعية الى المذهب العقائدي للشيعة الاثناعشرية أو من خلال مواقع الدردرشة و غرف المحادثة الشيعية المنتشرة على نطاق واسع بشبكة الانترنيت و التي ينشطها ناشطون شيعيون متمركزين خصوصا بدول خليجية و يتوفرون على إمكانيات مالية ضخمة لنشرأفكارهم السامة خاصة في أوساط الشباب المغاربي المتردد على الشبكة العنكبوتية و يستغلون معلوماته الشخصية لربط الاتصال مع نماذج يتم دراستها بعناية في أفق تجنيدها و تهييئها للقيام بأدوار ميدانية لنشر المذهب الشيعي في أوساط الطلبة و الأطر العليا على وجه الخصوص التي تعاني من فراغ روحي يتم استغلاله ثغراته بذكاء و إحترافية من طرف منشطي المواقع الشيعية . وتتحدث العديد من المصادر عن انتشار مخيف و متزايد ، للكتب و المنشورات الشيعية بالاضافة الى الأشرطة الصوتية و الأقراص الممغنطة التي تحمل خطابات و " مواعظ " تدعو صراحة الى تكفير صحابة الرسول صللى الله عليه وسلم كخطوة أولى لتبني الفكر الشيعي. و كان التقرير الأخير الذي أعده »معهد توماس مور للبحث الأوروبي« في بروكسل، والذي حمل عنوان »من أجل أمن مستدام بالمنطقة المغاربية: فرصة للمنطقة، التزام للاتحاد الأوروبي«، قد نبه الى ظهور المذهب الشيعي الراديكالي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى و اعتبره أكبر تحدٍّ أمني يواجه المنطقة على المدى القصير والمتوسط. وفي الوقت التي تؤكد تصريحات المسؤولين المغاربة فيما يتعلق بمتغيرات الحقل الديني بالمملكة ، أن المغرب سيظل بلدا منفتحا على العالم، ومتسامحا، كما سيظل أيضا ضد نشر المذهب الشيعي، والسلفية الجهادية. فإن العديد من التفسيرات تربط بين قرارات السلطات المغربية الأخيرة وضع حد لنشاط المنصرين بالمغرب و خطوات المغرب القاعدية لاجتثاث منابع الفكر الشيعي بالمغرب و التي ترجمت في ظرف سابق الى إعلان شبه قطيعة ديبلوماسية مع الجمهورية الايرانية قبل سنتين ، وذكرت الحكومة المغربية في بيان لها آنذاك أن قرارها ناتج عن محاولة السفارة الإيرانية في الرباط نشر المذهب الشيعي في المغرب. وقد اشتهرت بلاد المغرب الأقصى تاريخيا بشكل عام بأنها بلاد أهل السنة والجماعة على مستوى العقيدة والسلوك وتعتمد مذهب الإمام مالك في الفقه مذهبا رسميا , وعلى هذا المنوال توارث المغاربة أمور الدين عندهم جيل بعد جيل في غياب أي تواجد لأي طائفية أو تعددية عقائدية وفقهية تعكر وحدة المغاربة والعقائدية. وظل الأمر على هذا الحال لغاية السنوات الأخيرة حين طفت الى سطح الأحداث أخبار عن تنامي دور غرف برنامج الحوار العالمي ( البالتولك ) على الانترنيت ,و اعتناق العشرات من المغاربة لعقائد الشيعة " الاثنا عشرية " المعروفة بعدائها لكل ما هو سني ,وكل ماله صلة بصحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم , وقد استعملت الثورة الخمينية وسائل الدعاية المختلفة في ترويج أفكارها ومعتقادتها بهدف تصديرها لباقي شعوب وبلدان العالم الإسلامي السني , غير أن أخطر جهة كلفت للقيام بهذه المهمة في العالم العربي هي قناة المنار التابعة (لحزب الله) اللبناني الشيعي والذي يعتبر عراب المذهب الشيعي الجعفري الإمامي في البلاد العربية , وقد تأثرت فئات من المغاربة بما تذيعه تلك القناة من أفكار ومعتقدات مستغلة صراع حزب الله اللبناني في الجنوب ضد الكيان الصهيوني كمطية للإقناع بصحة المنهج الشيعي وقدرته على محاربة وهزم العدو الصهيوني , في الوقت الذي عجزت فيها تنظيمات المقاومة السنية عن فعل ذلك , بما في ذلك الأنظمة السياسية لأهل السنة حسب زعم القناة المذكورة. وتتحدث العديد من المقاربات عن أسباب تفشي المد الشيعي الاثني عشري في العديد من مناطق المغرب مرجعة سهولة الانتشار الى إتباع أقطاب هذا المعتقد لوسائل شبيهة بوسائل المبشرين و إستغلالها لنسب ا؟لأمية المتفشية في المغرب للتقرب من الشرائح الفقيرة و تمكين شبابها بفتاوي مشوهة من اللجوء الى زواج المتعة خاصة بالأوساط الجامعية كسبيل للعفاف و و إستخدام أساليب المكر في الحوار والمجادلة التي تقوم علي الكذب والتدليس والتزوير للأدلة العلمية والوقائع التاريخية باستغلال الجهل بحقائق أمور الدين لاقناع العامة بمعتقداتهم الضالة و المخربة .