تستمر في المغرب تداعيات قطع العلاقات بين الرباط وطهران على خلفية تضامن المغرب مع البحرين واتهام الرباط لطهران بنشر التشيع في المغرب ، آخر هذه التداعيات الإعلان عن بدء حملة لمنع الكتب الشيعية داخل المكتبات العامة المغربية. "" فبعد عشرة أيام من قطع المغرب علاقاته الديبلوماسية مع إيران، شرعت وزارة الداخلية المغربية في شن حملة مراقبة على المكتبات العامة ومصادرة الكتب المرتبطة بالفكر الشيعي وبإيران وحزب الله، والهدف حسب الرباط محاربة جميع مصادر التغلغل الشيعي في المغرب وضمان الإستقرار المذهبي الديني . وقد تم تشكيل لجان محلية بكل الولايات للقيام بحملات مراقبة وتفتيش لمنع الكتاب الشيعي من التداول في الساحة الثقافية. وقال عبد العزيز كوكاس مدير تحرير مجلة " لما لا " للبي بي سي إن من واجب الدولة حماية أمنها الروحي من خلال منع الكتب التي تحرض على الفتنة الطائفية وتمس وحدة المذهب المالكي السني في المغرب. لكنه دعا إلى إضفاء الطابع القانوني على القرار السياسي عبر سن تشريعات لتحصين وحدة العقيدة المغربية من اختراقات الفضائيات والمواقع الإلكترونية التي تدعو إلى الكراهية والفتنة الطائفية . وتحاول السلطات اجتثات منابع الفكر الشيعي في المغرب بعد اتهام إيران بالإختباء وراء منظمات ثقافية لزرع العقيدة الشيعية واستهداف المقومات الدينية للمغرب من خلال المس بوحدته العقائدية ومذهبه السني المالكي. وكان المغرب اتهم صراحة البعثة الديبلوماسية الإيرانية في الرباط بالإساءة للهوية الدينية للمغرب من خلال القيام بأنشطة تهدف إلى نشر الفكر شيعي في المغرب ، وهو ما اعتبرته الرباط تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للمغرب. لكن بعض العلماء يقللون من خطورة انتشار المد الشيعي ويقولون إن فرص تطويقه ممكنة ، وقال عبد السلام بلاجي استاذ الشريعة الإسلامية بجامعة محمد الخامس ، إن عددا من علماء الدين المغاربة حذروا في وقت سابق من خطر المد الشيعي ومحاولات إيران عولمة المشروع الشيعي ، لكن المغرب تجاهل هذه التحذيرات ، غير أن بلاجي يؤكد أن احتواء المد الشيعي ممكن لكونه لم يتغلغل بعد اجتماعيا وشعبيا. صدى الحوزات الشيعية وفيما تقول الرباط إنها مطمئنة على سلامة الاستقرارالديني يؤكد بعض المحللين أن الخطر الشيعي يظل قائما لإعجاب بعض الشباب المغاربة بالمواقف السياسية لحزب الله وإيران في مواجهة اسرائيل والولاياتالمتحدة. وعبر عن ذلك الطلبة المغاربة الذين درسوا سابقا في الحوزات الشيعية والذين يحاولون فتح الجسور بين التشيع الفكري والتشيع المذهبي. وأكد بلال التليدي الباحث في شؤون الحركات الإسلامية للبي بي سي أن التشيع في المغرب حالة فكرية وثقافية ولم ينتقل بعد إلى حالة مذهبية. وأضاف أن الطلبة المغاربة الذين درسوا في الحوزات الشيعية في كل من إيران ولبنان وسورية كانوا يسعون عبر أنشطة جمعوية وإعلامية إلى تأسيس تيار مذهبي شيعي غير أن قرار المغرب قطع العلاقات مع إيران وحملته لمحاربة مصادر الفكر الشيعي عجلت بتقويض مشروعهم. ورغم أن السلطات تقول إن اتباع المذهب الشيعي داخل المغرب يعدون بالمئات، لكنها قلقة بشأن التغلغل الشيعي في أوساط المغاربة القاطنين بأوروبا وخصوصا في بلجيكا، وهو ما يجعل مهمة مراقبة التغلغل الشيعي صعبة علما أن المغاربة المتشيعين في أوروبا يعملون وفق تقارير استخباراتية مغربية على نشر الفكر الشيعي لدى عودتهم إلى بلدهم الأصلي.