لم يمنع سوء الأحوال الجوية صباح يوم الأربعاء، عددا من النشطاء الحقوقيين بمدينة اصيلة من التوافد على محيط المحكمة الابتدائية، من اجل الاحتجاج ضد حكم قضائي يبرئ ممرضة من مسؤولية خطإ طبي أودى إلى شلل طفلة قبل نحو سنة ونصف. وتجمع عشرات من المحتجين في وقفة احتجاجية رفعت خلالها لافتات وشعارات منددة بمنطوق هذا الحكم الذي وصفوه بانه "جائر" ويتناقض مع ما أثبتته مجموعة من القرائن التي تؤكد المسؤولية القانونية على عاتق هذه الممرضة "غير المؤهلة" للقيام بعمليات التوليد، حسب ما افادت به وثيقة رسمية في هذا الصدد. واستنكر المتظاهرون، ما أسموه مظاهر الفساد والمحسوبية التي تقابل تقديم الخدمات الصحية بمستشفى أصيلة المحلي، إضافة إلى ما تعرفه من تردي واختلالات كبيرة يكون المواطنون عادة هم الضحايا الوحيدين. وكانت محكمة الاستئناف بأصيلة، قد أصدرت في ال 26 من مارس الماضي، حكمها القاضي ببراءة الممرضة "ن.ب" من المنسوب إليها بخصوص ارتكاب خطإ طبي خلال عملية توليد، وهو "الخطأ " الذي نتج عنه شلل شبه كلي بنسبة 90 في المائة، راحت ضحيته الطفلة "روان الشيوة"، قبل سنة ونصف من الآن. وقد استندت الممرضة المتهمة في إثبات براءتها، بأن تدخلها كان ضروريا من أجل تقديم يد المساعدة لشخص في حالة حرجة كما تقتضيه ذلك القوانين والأعراف الإنسانية، خاصة أن المستشفى كان حين ذلك خاليا من أي أطر طبية يمكن أن تقدم يد المساعدة لوالدة الطفلة الضحية.