عبرت مصادر طبية عن استغرابها و عدم فهمها من التقاعس الذي أصبح يطبع عمل المندوبية الإقليمية للصحة بالعرائش،وذلك بسب عدم تجاوبها الفوري مع نداءات مرضى أصيبوا بالسل في الإقليم ولم يجدوا الدواء بعد إنقطاعه منذ شهر مارس الفارط،إذ يأخده المرضى حصريا من مركز تشخيص داء السل المتواجد بحي الوفاء. و كان مرضى أصيبوا بداء السل حذروا بدورهم من مغبة إستفحال وضعهم الصحي.ويقول مرضى اتصلوا بطنجة24 إن حالتهم الصحية تتدهور يوما بعد يوم بسبب إنقطاع دواء كاناميسين من فئة غرام واحد "Kanamycine 1g"،و دعوا بشكل ملح إلى تدخل جميع الأطراف المعنية لإنقاذهم من هذا المرض المعدي. و قال محمد الجبلي مريض بالسل،إنه لم يتناول الدواء منذ 15 يوما بعد إنقطاعه من المركز،الأمر الذي قد يسبب له مضاعفات لا قبل له بها،ما دفعه لطلب لقاء بمندوب الصحة.و بعد أن إشتكى الجبلي للمندوب من وضعه الصحي رد عليه الأخير بعبارة "الله غالب" و ألقى باللائمة على وزارة الصحة في العاصمة الرباط. و أضاف الجبلي أنه لم يخرج بأي نتيجة مع المندوب،سوى بخفي حنين، حسب أقواله. و أكد الجبلي أنه راسل عامل إقليمالعرائش ليمارس بدوره ضغوطات على المندوب، لكن لحد الآن لم يلمس أنه جرى أي نوع من الضغوطات،وقال إنه يعيش حالة عزلة في منزله و مع أصدقائه بسبب المخاوف من إنتشار عدوى السل وسطهم،وطالب بتحرير قطاع دواء السل حتى يتمكن الميسورون من شراء الدواء في الصيدليات. للإشارة يبلغ عدد مرضى داء السل المعدي بإقليمالعرائش حوالي 468 حسب مصدر طبي رفض الكشف عن هويته،و أضاف ذات المصدر أن الإشكال ليس في عدد المرضى و لكن في إنقطاع أحد أنواع الأدوية الذي لم يتناوله المرضى منذ مدة.و أخبرنا المصدر أن عدد الحالات التي لم تتناول الدواء في الإقليم 8. منهم 3 يقطنون بالمدينة و 5 في البوادي المحيطة بالعرائش. و يقع مركز تشخيص داء السل بالعرائش الذي بني سنة 1999 بتمويل من الوكالة الاسبانية للتعاون الدولي في اطار التعاون المغربي الاسباني بمنطقة حي الوفاء.و حسب إحدى المطويات التي إطّلعنا عليها نقرأ ما يلي: "إذا لم يتناول المريض الأدوية بانتظام أو إذا انقطع عن العلاج فان عصيات السل ستصبح مقاومة للدواء مما يجعل القضاء عليها صعبا".