بمناسبة اليوم العالمي للإقلاع عن التدخين وعلى مدى أربعة أيام من 15 إلى 18 ماي 2012 وتحت شعار عش حياتك في أمان قبل الإدمان ، نظمت جمعية حي إبن بطوطة الأيام التحسيسية حول مخاطر التدخين والمخدرات. ويأتي هذا النشاط كما جاء على لسان رئيس الجمعية، أن الدور الذي تلعبه عملية التحسيس والتوعية بين صفوف الشباب الهدف منها هو تقريبهم من المخاطر التي تواجههم لاسيما الصحية منها، خصوصا أن الكل أجمع على أن التدخين والتعاطي للمخدرات تسبب الإدمان لتصبح أداة هدم للفرد والمجتمع. عرف اليوم الأول والثاني قيام أعضاء الجمعية بحملة تحسيسية حول آفة التدخين والمخدرات استهدفت شباب الحي وتلاميذ الثانوية التأهيلية أبي العباس السبتي، كم تم تنظيم معرض ضم العديد من الصور وأفلام فيديو كان الهدف منها إبراز مدى خطورة التدخين وتعاطي المخدرات على حياة الفرد وذلك من خلال الشروحات كان يقمها أطر الجمعية للوافدين على المعرض. أما اليوم الثالث فقد نظمت الجمعية ندوة تحت شعار: آفة المخدرات مسؤولية الجميع، وذلك بقاعة الإجتماعات التابعة الثانوية التأهيلية أبي العباس السبتي، وقد عرفت حضورا مكثفا لشباب الحي وكذا تلاميذ الثانوية، الندوة أطرها الدكتور مصطفى بن عبد السلام عن جمعية مساندة مركز حسنونة لعلاج الإدمان، والدكتور محمد حمدان، طبيب ورئيس جمعية الأمل لأصدقاء الصحة، والدكتور عبد الرحمن القادري، أستاذ جامعي. الدكتور مصطفى بن عبد السلام ، تناول مسألة الإدمان بأنها لا تتمثل فقط في تناول المخدرات، بدليل أن هناك من يدخن هذه المواد لكنه يتمكن من الإقلاع عنها بسرعة، فالإدمان حسب رأيه، له دوافع كثيرة وعديدة، من أبرزها المشاكل العائلية، والمعاملة القاسية التي يتلقاها الطفل أو الشاب داخل أسرته، وأيضا هناك مسألة إحساس الطفل أو الشاب بالنضج وتوهمه بأن المخدرات تظهره بمظهر الرجل في عيون الآخرين. أما الدكتور محمد حمدان، تناول دور الأسرة والمجتمع في حماية الفرد من هذه الآفة التي تفتك بعماد الأمة ماديا و معنويا، لذا وجب العمل مشتركين للقضاء على هذه الآفة. مؤكدا أن مسألة الإدمان هي مأساة تصيب الفرد في معنوياته وأخلاقه ومن تم فإن العلاج مسؤولية الجميع مثله مثل الحماية الأولية، فيتم طرح السؤال في كيفية صد الأبواب التي تتسرب منها السيجارة والمخدرات... ثم أوضح أن هذه الآفة هي مأساة حقيقية بكل ما تحمل الكلمة من معنى تجعل المدمن يصاب في معنوياته وأخلاقه بسبب الفراغ النفسي والصراع الداخلي التي يعيشه مع ذاته ومحيطه العائلي. لذا فإن دور التوازن العائلي في الحياة الأسرية تخلق نوعا من الأمن النفسي عند الفرد فيصبح يعيش حياة أسرية هادئة ومستقرة تحميه من ولوج عالم التجربة فالإدمان. الدكتور عبد الرحمن القادري، أستاذ جامعي حيث تناول موضوع التدخين وتعاطي المخدرات من الجانب الشرعي من خلال مداخلة حكم التدخين بين التأصيل والتنزيل، مشيرا إلى أن الشريعة الإسلامية تحكم جهتين اثنتين العادات والعبادات، فالعادات يتعلق بها ما يتعلق بمادة الحياة كالأكل واللباس والنوم، أما جانب العبادات هو كل ما يجعل الفرد متصلا بالله كالصلاة والزكاة والحج ... والأصل في العادات أن كل شيئ فيها مباح إلا ما نزل النص بتحريمه، أما العبادات خلاف العادات الأصل فيها الحرمة إلا إذا نزل فيها نص بإباحته وتجويزه... ثم تطرق إلى رأي الشرع في التدخين مبرزا حرمته وذلك بدليل عدم وجود عالم واحد يعتمد عليه يقر بأن التدخين مكروه، مستدلا بالحديث الشريف : حرم عليكم كل مسكر ومفتر وأيضا الحديث النبوي لا ضرر و لا ضرار، أي أن كل من يسبب الضرر بالحياة حسب ما جاءت به الكليات الخمس: النفس والعقل والمال والنسل والدين وقد أشار إلى أن من بين المكونات الأساسية للسيجارة مادة الزرنيخ وهو من السموم القاتلة، لذا فكل ما يلحق الضرر بالجسم أصبح حرام تعاطيه. وفي الأخير فتح باب النقاش والأسئلة. اليوم الرابع والأخير عرف تنظيم مباراة استعراضية في كرة القدم بين أعضاء الجمعية ومنتخب الثانوية التأهيلية أبي العباس السبتي، وأيضا استعراضا في رياضة الكاراتيه من طرف أطفال جمعية الأزهر ابن بطوطة الذين أمتعوا الحاضرين بعروض شيقة، وأيضا عروض فكاهية وفي الختام تم توزيع الجوائز على الفائزين بالمسابقة الثقافية وأيضا تم تكريم شباب من الحي تمكنوا من الإقلاع عن التدخين وأبرزهم الشاب هشام إيكان مخرج فيلم طرنون في مهمة ومهند.