أجمعت ندوة بتطوان عقدت ، في نهاية الأسبوع الجاري ، على الدور الأساسي الذي يضطلع به المجتمع المدني في التحسيس والمواكبة وإعادة الإدماج في مجال محاربة آفة المخدرات والإدمان. وحسب المشاركين في الندوة الوطنية الثانية حول موضوع المجتمع المدني ومحاربة آفة المخدرات بين الواقع والتحديات، فإن الجمعيات تشكل ، بالفعل ، شريكا لا محيد عنه في جهود الدولة للتصدي لهذه الآفة وإعادة إدماج الشباب ضحايا الإدمان. وشارك في هذه الندوة التي تأتي بعد الأولى التي نظمت في يونيو الماضي بالدار البيضاء، نحو 180 جمعية محلية ووطنية، بهدف "تعزيز التعاون مع مختلف فاعلي المجتمع المدني الذين ينشطون في مجال محاربة المخدرات"، وفق الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي الذي تشارك وزارته في تنظيم هذا الحدث. وشدد الخلفي على أن المجتمع المدني أصبح يضطلع بدور أكثر أهمية بتركيزه على الشباب في ظل تغيير شبكات الاتجار بالمخدرات طريقة اشتغالها، مؤكدا على ضرورة مواكبة الجمعيات وتكثيف التنسيق معها، والمساهمة في تقوية قدراتها. وأشار إلى أن المغرب كثف من محاربته لتجارة المخدرات مما مكن ، في ضرف سنوات قليلة ، من تقليص المساحة بنسبة 65 في المائة (حوالي 47 ألف هكتار حاليا) وضبط أزيد من 600 ألف من حبوب الهلوسة خلال التسعة أشهر الأولى من سنة 2018، فضلا عن مضاعفة لثلاث مرات عدد الموقوفين لصلتهم بتجارة المخدرات على مدى الست سنوات الماضية. وتوقف محمد إدعمار رئيس جماعة تطوان التي تنظم هذه الندوة بشراكة مع الوزارة المذكورة، والتي تعد من أكثر مناطق المملكة تأثرا بآفة المخدرات على الصعيد الوطني، عند الدور المحوري للجمعيات، ملاحظا أن الإدمان إذا كان يعتبر في بدايته إراديا فإنه يصبح بعد ذلك شبحا مخيفا، وداعيا الجميع ، كل من موقعه ، إلى تحمل مسؤولياتهم بتقديم المساعدة للضحايا. وحذر من أن الإدمان إن كان آفة تفرزها الأحياء المهمشة فإنه صار اليوم يهدد كافة طبقات المجتمع ومختلف أحياء المدن. وبالنسبة لجواد الضوهري رئيس فرع تطوان ل(جمعية الوقاية من المخدرات)، فإن هذه الندوة طرحت للنقاش واقع آفة المخدرات وسبل محاربتها لا سيما من خلال التوصيات والخلاصات التي يرجى منها التخفيف من تأثير الأفة على المجتمع. وتميزت الندوة الوطنية الثانية لمحاربة آفة المخدرات التي نظمت بشراكة ، أيضا ، مع جامعة عبد المالك السعدي، بالتوقيع على اتفاقيتين، الأولى بين الوزارة المكلفة بالبرلمان والعلاقات مع المجتمع المدني وجامعة عبد المالك السعدي وجماعة تطوان، والثانية بين هذه الوزارة وجمعيات تنشط في مجال محاربة الإدمان.