استغلت صفحات وحسابات جزائرية على وسائل التواصل الاجتماعي التوترات الأخيرة في محيط مدينة سبتة لترويج صور وفيديوهات مفبركة تدعي نجاح الآلاف من الشباب المغاربة في الوصول إلى الثغر المحتل، في محاولة لتجييش وتحريض مزيد من الشباب المغربي على الانخراط في محاولات هجرة غير نظامية عبر البحر. وتقوم هذه الحسابات بنشر مواد دعائية مضللة، تتضمن مقاطع فيديو قديمة جرى تعديلها، بالإضافة إلى شهادات زائفة تزعم نجاح الهجرة الجماعية نحو سبتة، مدعية أن السلطات المغربية غير قادرة على السيطرة على الوضع. وتعمل هذه الصفحات على رسائل تحريضية تستهدف فئة الشباب، محاولةً استغلال الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها بعضهم لدفعهم إلى المجازفة بحياتهم. ورغم تشديد المراقبة الأمنية على المنطقة العازلة، وتشديد الإجراءات لمنع محاولات العبور، روجت هذه الحسابات لأفكار مشجعة على الاستمرار في مثل هذه المحاولات، زاعمةً أن المهاجرين يتمكنون من التسلل بشكل جماعي إلى الثغر المحتل، في وقت كانت القوات الأمنية المغربية قد أحبطت بالفعل جميع المحاولات التي جرت خلال الساعات الأخيرة. ونفت مصادر من السلطات المحلية بشكل قاطع هذه الادعاءات، مشيرة إلى أن الصور والفيديوهات المنتشرة هي مفبركة أو من أحداث سابقة جرى إعادة نشرها. كما أكدت المصادر أن السلطات نجحت في إحباط محاولات عبور عدة، وتم توقيف عدد من المتورطين في تنظيم هذه المحاولات، في حين لا تزال الجهود مستمرة لتعزيز الأمن على طول الساحل الشمالي للمغرب. وحذرت السلطات المغربية من خطورة هذه الحملات الإعلامية المضللة، داعية الشباب إلى التحقق من صحة المعلومات قبل نشرها وعدم الانسياق وراء الإشاعات التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار الاجتماعي. كما أشارت إلى أن الجهات المختصة قد فتحت تحقيقات حول الجهات المتورطة في نشر هذه الأخبار الكاذبة، مع التأكيد على اتخاذ التدابير القانونية اللازمة لوقف هذه الأنشطة.