في تطور يعكس حالة من الترقب الحذر، استغلت صفحات فيسبوكية جزائرية الدعوات إلى الهجرة الجماعية عبر حدود "تراخال" بسبتةالمحتلة لتجييش الراغبين في الهجرة وخلق حالة من الفتنة وزعزعة الاستقرار. هذه الصفحات، التي أجمع عدد من المهتمين على أنها مقربة من النظام العسكري الجزائري، قامت بنشر فيديوهات قديمة تظهر محاولات تسلل إلى سبتةالمحتلة من مدينة الفنيدق، مع تقديمها كأحداث حديثة لتضليل الرأي العام الوطني والدولي. من جانبه، تمسك مسؤول من السلطة المحلية المغربية بالتحلي بالحذر تجاه مثل هذه الدعوات المشبوهة، مؤكداً أن جهات معادية للمغرب تستغلها بهدف إثارة الفوضى والتوتر في المنطقة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن قوات الأمن المغربية لم تسجل أي تسلل إلى سبتةالمحتلة وأن ما يتم ترويجه يهدف إلى تجييش الشباب وإثارة الفتنة. في هذا السياق، كانت مدينة الفنيدق ونواحيها على موعد طيلة أربعة أيام، إلى غاية أمس السبت، لمواجهة الليلة الماضية المليئة بالتحديات، حيث توقعت السلطات الأمنية تدفقاً محتملاً للقاصرين والمهاجرين الراغبين في الهجرة الجماعية إلى سبتةالمحتلة. وعملت السلطات بجد للتصدي لهذه الحركة، مع تعزيز الحضور الأمني وتنسيق الجهود لضمان السلامة والأمن في المنطقة. يأتي هذا التحرك في ظل توترات سياسية مستمرة بين المغرب والجزائر، إذ تحاول بعض الأطراف المقربة من النظام العسكري الجزائري استغلال القضايا الحدودية المغربية لتحقيق أهداف سياسية، فيما تبقى السلطات المغربية في حالة تأهب، مع التأكيد على التحلي بالوعي والحذر من الدعوات التي تهدف إلى إثارة الفوضى وتعكير الصفو الأمني. ودعا المسؤولون من السلطات المحلية، في تصريحات متطابقة لهسبريس، المواطنين إلى تجنب الانسياق وراء هذه الدعوات المشبوهة، مشددين على أهمية التحقق من المعلومات والتعامل معها بحذر، مؤكدين أن السلطات العمومية لن تتساهل مع أي محاولة من هذا القبيل وستعمل بتنسيق مع السلطات القضائية على تطبيق القانون. في هذا السياق، قال عبد المجيد العربي، باحث مهتم بقضية الصحراء المغربية، إن "الجزائر تعاني من تحديات سياسية واجتماعية كبيرة وترى في استغلال دعوة مجهولة إلى الهجرة الجماعية مناسبة لمحاولة صرف الانتباه عن هذه التحديات". وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن "الجزائر تشهد منذ فترة توترات داخلية نتيجة للوضع الاقتصادي المتردي والانتقادات المتزايدة للنظام الحاكم، خاصة بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي شابها الكثير من الاتهامات بالتزوير والعدمية الديمقراطية، وذلك يدفعها لاستغلال صفحات مشبوهة مقربة منها لإثارة مواضيع بعيدة عنها لصرف النظر عن النقاش الداخلي الجزائري". وطيلة الأيام الماضية، ظلت مدينة الفنيدق تستعد للتصدي للقاصرين والمهاجرين الراغبين بالهجرة الجماعية إلى ثغر سبتة المحتل تفاعلا مع النداءات والدعوات التي روجت للموضوع على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي. وفي غضون ذلك، عاشت المدينة مساء أمس السبت حالة من الترقب الحذر واستعدادات أمنية كثيفة لمواجهة أي هبة محتملة للقاصرين والشباب الراغبين بالهجرة إلى سبتةالمحتلة. وحثت جهات مسؤولة بمدينة الفنيدق الشباب على عدم الانسياق وراء الدعوات إلى الهجرة الجماعية إلى مدينة سبتةالمحتلة، وحملتهم المسؤولية الكاملة عن أي تصرفات غير قانونية أو غير مسؤولة، مشيرة إلى أن هذه الدعوات قد تبدو مغرية للبعض لكنها تحمل في طياتها العديد من المخاطر والتحديات التي قد تؤدي إلى نتائج سلبية.