وسط أجواء من الحذر والترقب الشديدين، تتأهب مدينة الفنيدق لاستقبال مساء يتوقع أن يكون طويلا على سلطاتها الأمنية بمختلف تشكيلاتها، التي تستعد للتصدي للقاصرين والمهاجرين الراغبين بالهجرة الجماعية إلى ثغر سبتة المحتل، تفاعلا مع النداءات والدعوات التي روجت للموضوع طيلة الأيام الماضية على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي. ووفق معطيات حصلت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية من مصادر مسؤولة بمدينة الفنيدق، فإن السلطات تعمل منذ أيام على التصدي لمئات القاصرين والمهاجرين الراغبين بالهجرة، الذين يتوافدون على المدينة بناء على الدعوات المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي. وحسب المصادر ذاتها، فإن الأربعة أيام الأخيرة سجلت ترحيل المئات من القاصرين والراغبين بالهجرة إلى سبتةالمحتلة، إذ شهد، اليوم السبت، ترحيل 600 شخص في عدة حافلات نحو مدن مختلفة من المملكة. وأكدت المصادر، التي لم ترغب بذكر اسمها لأنه غير مخول لها الحديث مع الصحافة، أن الثلاثة أيام السابقة سجلت ترحيل حوالي 2400 شخص من المرشحين المحتملين للهجرة في إطار الدعوات التي لاقت انتشارا واسعا في الشبكات الرقمية. وحسب المصادر ذاتها، فإن الشباب والقاصرين الذين تم توقيفهم في مدينة الفنيدق رُحّلوا نحو مدن بني ملال وبنجرير وخنيفرة وغيرها من النقاط البعيدة بهدف منعهم من المشاركة في هذه المغامرة المحفوفة المخاطر. في غضون ذلك تعيش المدينة حالة من الترقب الحذر واستعدادات أمنية كثيفة لمواجهة أي هبة محتملة للقاصرين والشباب الراغبين بالهجرة هذا المساء إلى سبتةالمحتلة. وتعرف المدينة تعزيزات أمنية كبيرة ودوريات أمنية لا تتوقف عن تمشيط شوارع وأزقة المدينة بحثاً عن المرشحين المحتملين للهجرة. وعاينت الجريدة ميدانيا عمليات توقيف ونقل بعض الشباب الذين تشك السلطات الأمنية في كونهم من الأشخاص المرشحين للهجرة، والذين جاؤوا إلى المدينة استجابة للدعوات التي انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي ولاقت انتشارا واسعا. وأكد شباب التقتهم الجريدة بالفنيدق أنهم قدموا إلى المدينة من أجل تجريب حظهم في الهجرة بعدما شاهدوا الإعلانات الترويجية في مواقع التواصل الاجتماعي. وكانت هسبريس قد عاينت، صباح اليوم، قدوم العديد من القاصرين والشباب مشيا على الأقدام نحو مدينة الفنيدق، عبر الشريط الساحلي الرابط بين طنجةوالفنيدق، كما أن السلطات الأمنية نصبت العديد من الحواجز لمراقبة وضبط وسائل النقل العمومي للتأكد من هويات الركاب وتوقيف الأشخاص المشكوك فيهم.