تواصل السلطات الأمنية بتنسيق مع الدرك الملكي والقوات المساعدة والسلطات المحلية، تشديد تحركاتها على الحدود مع مدينة سبتةالمحتلة، في ظل توافد العشرات من الراغبين في التسلل إلى الثغر المحتل خلال ليلة رأس السنة. وخلال الأيام الماضية، أسفرت الحملات الامنية التي تقوم بها السلطات العمومية بمدينة الفنيدق وجماعة بليونش، من توقيف أزيد من 300 مرشحا للهجرة السرية، أغلبهم شبان وقاصرون مغاربة قادمون من مدن مغربية مختلفة. كما تمكنت مصالح أمن تطوان، اليوم الخميس، من توقيف 5 شبان آخرين، ثلاثة منهم ضبطوا متلبسين بحيازة مخاطف معدة لتسلق الحاجز الفاصل بين سبتةوالفنيدق، وذلك في نزل بالمدينة العتيقة بتطوان، فيما تم توقيف آخرين بالمحطة الطرقية. وبحسب مصادر محلية موثوقة، فإن مصالح الأمن تمكنت، أيضا، من توقيف عدد من مسيري صفحات ومجموعات على واتساب من المحرضين على الهجرة الجماعية ليلة رأس السنة، حيث تم وضعهم تحت تدابير الحراسة النظرية، في انتظار تقديمهم على أنظار العدالة، فيما تم إبعاد المرشحين نحو مدنهم. يأتي ذلك في وقت دفعت فيه مصالح الأمن دفعت بتعزيزات أمنية مكثفة بمحيط معبر باب سبتةالمحتلة والكورنيش والشواطئ المجاورة، عقب تداول دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لتنظيم هجرات جماعية خلال رأس السنة. وانتشرت دعوات على صفحات بموقع فيسبوك ومجموعات لتطبيق واتساب، تحرض على تنظيم هجرات جماعية للقاصرين والشباب إلى سبتةالمحتلة، خصوصا المنحدرين من مدن الداخل أو من دول جنوب الصحراء الكبرى. وخلال السنوات الثلاث الأخيرة، تعرف مدن تطوان والمضيق والفنيدق ومرتيل، استنفارا وترتيبات أمنية مشددة، تصل إلى مستوى ترصد رسائل "الواتساب"، استباقا لأي محاولة للتسلل الجماعي إلى مدينة سبتةالمحتلة، ليلة رأس السنة، على غرار محاولات ما حدث ليلة رأس السنة 2021/2022. وإضافة إلى الترتيبات الأمنية المعمول بها كل رأس سنة، تعرف مدن الشمال استنفارا لدى مختلف الأجهزة الأمنية، لمنع أي محاولات للهجرة السرية بالمعبر الحدودي باب سبتة. وتقوم السلطات الأمنية بتثبيت دوريات أمنية مكثفة بمجموعة من المحاور الطرقية، وسدود قضائية، بتنسيق السلطات المحلية والقوات المساعدة وكافة المؤسسات المعنية، لمنع أي تسلل محتمل، مع الحرص على تكثيف ورصد تحركات وتجمعات بعض المشتبه فيهم. يُشار إلى أن مدينة الفنيدق كانت قد شهدت ليلة رأس السنة 31 دجنبر 2021، توافد العشرات من الشبان والمراهقين الراغبين في التسلل إلى مدينة سبتة، وهو ما خلق حالة استنفار أمني كبير، قبل أن تتطور الأمور إلى مطاردات أمنية وتوقيف مجموعة من المشتبه فيهم.