شهدت مدينة الفنيدق خلال الأيام القليلة الماضية موجة غير مسبوقة من التوتر والضجة، بعد توافد أعداد كبيرة من المرشحين للهجرة السرية. هؤلاء، الذين جاءوا من مختلف الجنسيات بما في ذلك المغاربة والجزائريين، كانوا يهدفون إلى التسلل إلى الثغر المحتل سبتة، سواء عبر السباحة في البحر أو من خلال الهجوم على السياج الفاصل. في مواجهة هذا الوضع الطارئ، تدخلت السلطات العمومية بشكل فوري وبحزم. شملت التدخلات القوات المسلحة الملكية، والدرك الملكي، والقوات المساعدة، والأمن الوطني، فضلاً عن رجال السلطة وأعوانها. تم ضبط أكثر من 800 مرشح للهجرة السرية، وتم تقديم المحرضين وأصحاب السوابق أمام النيابة العامة، بينما جرى نقل القاصرين إلى مركز الرعاية الاجتماعية بمرتيل. هناك، تم تسليمهم إلى أوليائهم مع التزام خطي بتحمل المسؤولية القانونية في حال عودة أبنائهم القصر.
وفي خطوة إضافية، تم رصد ومتابعة الحسابات المعروفة على مواقع التواصل الاجتماعي التي ساهمت في التجييش والتشجيع على الهجرة السرية. ستتخذ السلطات إجراءات قانونية ضد أصحاب هذه الحسابات، وسيتم عرضهم أمام النيابة العامة المختصة.
في الوقت نفسه، شهدت المدينة استنفاراً أمنياً كبيراً، حيث استمر حضور السلطات المحلية والإقليمية والمسؤولين الأمنيين حتى ساعات متأخرة من الليل ومن ثم في الصباح الباكر. الهدف من هذا الاستنفار هو ضمان استتباب الأمن والسكينة في المدينة ومنع هذا الاجتياح الكبير الذي يضر بصورة المدينة والبلد بشكل عام.