قال نشطاء حقوقيون اليوم الاثنين إن إضرابا عاما أصاب الحياة في مدينة جرادة المغربية بالشلل فيما يتواصل اعتصام ومظاهرات لليوم الثالث على التوالي احتجاجا على مقتل شخصين كانا ينقبان عن الفحم بالمدينة بشكل غير قانوني. وقال محمد عدادي، وهو ناشط حقوقي بالمدينة، لرويترز عبر الهاتف "عدد المعتصمين يقدر بالآلاف كما أن إضرابا عاما يشل المدينة بعد مقتل الأخوين حسين وجدوان أثناء تنقيبهما عن الفحم الحجري". وتقع مدينة جرادة على بعد 522 كيلومترا شرقي العاصمة الرباط. وأضاف عدادي أنه بعد غلق مناجم الفحم الحجري بالمدينة في عام 1998 نتيجة لنضوبها أصبح "العمال والناس يحاولون التنقيب عن هذا المعدن بطريقة عشوائية لكسب قوتهم وفي غياب شروط السلامة الصحية". وقال "في السابق كان يكفي حفر 30 إلى 40 مترا تحت الأرض للحصول على الفحم الآن على العامل أن يحفر من 70 إلى 90 مترا تحت الأرض ليجد الفحم وهذه ليست المرة الأولى التي يموت فيها عمال ينقبون عن الفحم الحجري تحت الأرض إما اختناقا أو بسبب انهيار أو بعد غمر المياه الجوفية للمنجم كما حدث مع الأخوين العاملين". وأضاف أن العمال الذين يحفرون في هذه المناجم عشوائيا "يبيعونها بثمن بخس يتراوح ما بين ثلاثة أو أربعة دراهم للكيلو لأباطرة من مصلحتهم أن يشتغل هؤلاء العمال في السوق السوداء". ويقول حقوقيون وسكان إن العاملين حسين (30 عاما) وجدوان (23 عاما) توفيا يوم الجمعة بعد أن غمرت المياه المنجم ولم تتمكن السلطات من إخراجهما بل أخرجهما سكان لهم خبرة في استخراج الفحم من المناجم. ولم يتسن الاتصال بالسلطات المغربية للتعليق. كان المغرب أعلن إغلاق مناجم الفحم في جرادة بعد استنزافها في عام 1998 حيث ظلت لعقود مصدرا للطاقة الكهربائية. وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي احتجاجات واعتصاما في خيمة الليلة الماضية أمام مشرحة المدينة حيث طالب السكان بتولي دفن "الشهيدين" بدلا من السلطات كما رفعوا شعارات ومطالب اجتماعية. وقال الناشط الحقوقي والنقابي بالمدينة عبد الوهاب حماني لرويترز "الاحتجاجات كانت بالمدينة منذ يوم الاثنين الماضي قبل مقتل العاملين بسبب غلاء فواتير الماء والكهرباء والتلوث من مصنع جديد يعمل بالفحم الحجري ويطلق دخانا وغبارا أسود بالمدينة ولا يستفيد منه الساكنة في شيء لكن الاحتجاجات استمرت واتسعت بعد مقتل العاملين ومن المتوقع أن تتواصل حتى تحقيق المطالب". وأظهرت مقاطع فيديو اليوم احتجاجات ومظاهرات بالمدينة ورفع سكان شعارات اجتماعية تنادي "بنبذ الإقصاء والتهميش" و"توفير الكرامة" كما دعت إلى السلمية.