قدم رئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة، إلياس العماري، ربطا مباشرا بين ثالوث الثقافة والتنمية ومحاربة تيارات الكراهية، حين أثار الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والأيديولوجية لقطاع الثقافة، في مختلف مجالات الحياة، معتبرا أن "الثقافة ليست مجرد ترف فكري بقدرما لها من رهانات برغماتية متعددة الأبعاد". واعتبر العماري، خلال تدخله في الجلسة الافتتاحية للمناظرة الجهوية للثقافة، المنظمة من طرف مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، التي انطلقت أشغالها عشية اليوم الجمعة بمدينة شفشاون، أن " التنمية الجهوية لن تقوم لها قائمة ما لم تكن الثقافة قاطرتها وأفقها الأرحب"، مضيفا أن ان معادلة الثقافة والتنمية لا تحتاج إلى الكثير من الجهد للبرهنة على صدقيتها. "لذلك فرهانات الجهة على الثقافة ليست من باب الترف الفكري وانما هي رهانات برغماتية ترنو إلى خدمة الثقافة لذاتها ومن خلال ذلك خدمة الثقافة لأبعادها الاجتماعية والاقتصادية"، يضيف رئيس المجلس الجهوي، خلال كلمته في هذا اللقاء. وأبرز أن الهدف من هذه المنظارة المنظمة على مدى يومين تحت شعار "من أجل استراتيجية ثقافية في خدمة التنمية الجهوية"، هو فتح نقاش أفقي مع أوسع المتدخلين في قطاع الثقافة، من اجل المساهمة في امتلاك رؤية واضحة وشمولية حول الهوية الثقافية لجهة طنجةتطوانالحسيمة. كما اعتبر إلياس العماري، أن نطاق الرهان على الثقافة، يتسع إلر رهانات يصح ان نعتبرها وجودية، في ظل استفحال المرجعيات الدغمائية المحرضة على الكراهية والداعية الى تدمير القيم الانسانية والحضارات الكونية. موضحا كذلك أن حجم الرهان على الثقافة كخلفية سلمية راقية لمواجهة أطياف الموت الذي يتربص بنا من كل جانب. وتابع المسؤول الجهوي، أن الثقافة تشكل كذلك، ملاذ للانسانية للحفاظ على وجودها ولضمان استمرار الحياة وسيادة قيم العقل والحضارة والسلام. "فهي (الثقافة) تعتبر فيصلا بين الموت والحياة وسدا منيعا بين العدم والوجود"، على حد تعبير العماري الذي أكد على حجم المسؤولية الثقيلة في نشر قيم التنوير والانفتاح. وقال في هذا الصدد " نجن امام مسؤولية ثقيلة تلزمنا الاستثمار في الشأن الثقافي من اجل نشر قيم التنوير والانفتاح بنفس الدرجة التي يتعين علينا بهذا الاستثمار بربط الثقافة مع تحسين عيش المواطن من خلال انتاج الثروة عبر اقتصاد الثقافة والسياحة الثقافية". ويأتي تنظيم هذه الفعالية، حسب القائمين عليها، انسجاما مع روح دستور 2011 الذي أسس لهوية متعددة المكونات والعناصر الثقافية، في إطار وحدة الهوية الوطنية، ومن أجل بلورة رؤية واضحة حول خارطة الطريق التي يتعين على مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة السير على منوالها على المدى المتوسط والمدى البعيد فيما يخص تدبير الشأن الثقافي بالجهة، فيما يدخل ضمن اختصاصاته في هذا المجال، سيما ما يتعلق بالاعتناء بتراث الجهة والثقافة المحلية، ودعم الخصوصيات الجهوية. ويراهن مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، من خلال هذه المناظرة، على إبراز المؤهلات الثقافية الغنية والمتنوعة للجهة، والوقوف على المعيقات التي تكبح التطور المنشود لقطاع الثقافة، وكذا استشراف الآفاق الممكنة لتثمين التراث الثقافي وتطويره، ليصبح رافعة فعالة لرهانات التنمية الشاملة المندمجة