حسم حزب الأصالة والمعاصرة، اليوم الأحد، في هوية أمينه العام، الذي سيتولى قيادة الحزب خلال الأربع سنوات المقبلة، حيث انتهت أشغال المؤتمر الوطني التي انعقدت بمدينة بوزيقة منذ الجمعة الماضي، إلى اختيار إلياس العماري، في مكانة الرجل الأول لحزب "الجرار". وحصل العماري، على تزكية جميع المؤتمرين، لتقلد منصب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، بعد انسحاب منافسه الوحيد على هذا المنصب، مصطفى الباكوري، الأمين العام المنتهية ولايته. وأرجأ مصطفى الباكوري، سبب انسحابه من المنافسة على منصب الأمين العام للحزب، إلى رغبته في التفرغ لانشغالاته المهنية وكذا مسؤوليته كرئيس لمجلس جهة الدارالبيضاءسطات وغيرها من المسؤوليات الأخرى، بحسب ما ورد على لسانه ضمن كلمة له خلال الجلسة الختامية للمؤتمر الوطني الثالث لحزب الأصالة والمعاصرة. وحتى موعد انعقاد المؤتمر الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، ظل إلياس العماري، يرتدي عباءة الرجل الثاني في الحزب، من خلال صفة نائب الأمين العام، غير أنه يعتبر أحد مهندسي سياسة هذا الحزب الذي تأسس سنة 2008، من رحم تنظيم حمل اسم "حركة لكل الديمقراطيين"، تم تأسيسها من طرف فؤاد عالي الهمة، الذي يتولى حاليا منصب مستشار للملك محمد السادس. وولد إلياس العماري، الذي يشغل منصب رئيس لمجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، بدوار أمنود بمنطقة بني بوعياش بإقليم الحسيمة في يناير من سنة 1967 حيث تابع دراسته الاولى والإعدادية. وانخرط العماري، منذ شبابه الباكر في الحركة الطلابية والعمل السياسي بداية باليسار المغربي، الذي احتضن اولى قناعاته ومبادئه الإيديولوجية، قبل أن تتعدد اهتماماته الجمعوية لينخرط في مراحل مختلفة من حياته بمدن وجدة وفاس وطنجة والرباط والحسيمة في مكونات النسيج الجمعوي على اختلاف القضايا الذي يتبناها. كما كان للعماري حضور وازن في المجال الحقوقي والاجتماعي، وهو من الفاعلين في مسار هيئة الانصاف والمصالحة، التي رأت النور في 2004 لدعم الانتقال الديموقراطي بالمغرب، وانخرط كذلك في تأسيس جمعية "أريد" سنة 2004 في أعقاب الزلزال الذي ضرب الحسيمة، حيث ساهم مع ثلة من الجمعويين من أبناء منطقة الريف في دعم المبادرات التنموية والانسانية بالمنطقة، وساهم بعد ذلك في تأسيس جمعية "ثويزة " و"مؤسسة مهرجان الحسيمة المتوسطي" خدمة لقضايا التنمية الثقافية بشمال المملكة . كما كان له الفضل في تأسيس جمعية "الصداقة بين الشعوب" لرد الاعتبار لثقافات الشعوب الاصيلة وخلق جسور التواصل المجتمعي بين مختلف الشعوب والثقافات والحضارات، وهي الجمعية التي ساهمت من موقعها في تعزيز حضور المكون الجمعوي المغربي في عدد من بلدان العالم خاصة في امريكا اللاتينية ودول افريقية وأسيوية متعددة. وتقلد إلياس العماري، الذي أكد في لقاءات صحافية عديدة أنه كون نفسه بعصامية كشخص مؤمن بالواقعية السياسية والعمل الجمعوي الميداني الهادف، عدة مسؤوليات وتحمل مهام وطنية كثيرة، اذ عين عضوا بمجلس إدارة المعهد الملكي للثقافة الامازيغية يوم 27 يوليوز 2002 وعضوا بالمجلس الاعلى للاتصال السمعي البصري سنة 2003. وساهم العماري، الذي يعترف له رفقاء دربه بقدرته الكبيرة على التواصل والاقناع والتعامل مع مختلف الشرائح المجتمعية، مع نخبة من السياسيين والجمعويين سنة 2008 في تأسيس "حركة من أجل الديموقراطيين"، ثم بعد ذلك في تأسيس حزب الاصالة المعاصرة، الذي شكل أولى هياكله التنظيمية سنة 2009. من جهة ثانية، انتخب المؤتمر الثالث لحزب "الجرار" فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة للمجلس الوطني لحزب، والذي يعد بمثابة برلمان له، وذلك في مواجهة نائب رئيس مجلس النواب، عبد اللطيف وهبي الذي انسحب من سباق المنافسة. ويعتبر المجلس الوطني للحزب أعلى هيئة تقريرية خلال الفترة الفاصلة بين مؤتمرين٬ حيث يعهد له تحديد سياسة واستراتيجية الحزب٬ ووضع المبادئ الأساسية لسياسته الانتخابية وتوجيه وتنسيق عمل اللجان الانتخابية الوطنية والجهوية والمحلية٬ وتتبع الأداء الحكومي والتشريعي ومتابعة مطابقة تدبير المسؤوليات العمومية٬ وأهداف الحزب.