- ياسين العماري: يستمر عمّال شركة الأرز الإسبانية Mundiriz في خوض اعتصام مفتوح منذ شهر أكتوبر، احتجاجا على طردهم بشكل يعتبرونه تعسفيا، بسبب مطالبتهم بتسوية ظروف عمليهم وأوضاعهم المادية. ويقول عمال الشركة، الرائدة في زراعة ومعالجة الأرز والتي تتخذ من قرية "الهيايضة" بإقليمالعرائش مقرا لها ، أن قرار الطرد نال من عمّال تصل أقدميتهم إلى 15 سنة من العمل القار. وكشف نور الدين اللوكي مندوب العمّال بذات الشركة في تصريحات للجريدة الإلكترونية طنجة24، بأن ظروف العمل التي يعملون فيها تشبه إلى حد كبير ما كان يحدث في زمن العبودية. "إذ يجبر العمال الفقراء ومعظمهم لا يحسن القراءة والكتابة على العمل لساعات طويلة وحمل أكياس الأرز الثقيلة،فضلا عن إستنشاق مواد خطيرة،دون مراعاة قانون الشغل المغربي". ويتهم اللوكي ، الشركة الإسبانية باستعمال مواد كيماوية خطيرة في عملية تخزين الأرز. وذكر أنها تستعين بمادتين أساسيتين هما Bromure de methyle وهو مركب كيميائي تنبعث منه غازات سامة مضرة بالإنسان ويخرب البيئة. ويستعمل كمبيد للحشرات وهذه المادة تخرب طبقة الأورز، وتتسب في إنبعاث الغازات الدفيئة،وإعتبرها بروتوكول مونتريالبكندا منذ 1987 مادة خطيرة،ليتم حظرها فعليا بدول الإتحاد الأوروبي منذ سنة 2011 . اللوكي أشار أيضا إلى استعمال الشركة مادة أخرى يتم نثرها في جنبات المعمل للقضاء على الفئران،وتدعى فوسفور الألومنيوم phosphure d'aluminium (phostoxin) وهي مادة على شكل مسحوق أبيض،يحذر منها المختصون في حالة إتصالها بالسوائل،إذ تتحول إلى مادة الفوسفين،وهو غاز خطير جدا. سام وقابل للإشتعال. ويتم إستعماله كمبيد للقوارض والفئران أو كمعقم للتربة وهو مبيد فعّال يقضي على القوارض والجرذان. وذكر نور الدين اللوكي بأن إدارة الشركة تلجا إلى وضع كميات من أقراص هذه المواد داخل مخازن ضخمة، لحفظ الأرز من هجمات الفئران والقوارض. ودعا اللوكي وزارة الصحة المغربية إلى فتح تحقيق حول إستعمال هذه المواد الخطيرة . وكانت نقابة الاتحاد العام المغربي للشغل قد راسلت وزير التشغيل والشؤون الإجتماعية عبد السلام الصديقي، دعته فيها لتشكيل لجنة للوقوف والتقصي في الظروف التي يشتغل فيها العمال المعرضين للخطر،جراء استنشاقهم للغبار الممزوج بالمبيدات وسموم الفئران,فضلا عن عدم تمكين العمال من وسائل الوقاية الغير موجودة أساسا، و التي كان ضحيتها عدة عمال أصيبوا بأمراض مزمنة وتدهور في صحتهم.وندّدت مراسلة النقابة بمندوب الشغل الذي رفض الإستماع للعمّال إلا في حالة واحدة،وهي من أجل إيصال رسائل تهديدية للعمال المضربين،آمرا إياهم بالعودة للعمل،حسب مضمون المراسلة. وأستغرب فخر الدين في لقاء أجرته معه طنجة 24 ،من نتائج اللقاء الذي نظمته اللجنة الإقليمية للبحت و المصالحة بمقر عمالة إقليمالعرائش بعد 20 يوم من إضراب العمال.وكشف فخر الدين أن رئيس قسم الشؤون الداخلية بالعمالة تحدث وكأنه محام للشركة الإسبانية،وأضاف "كان حديثه لا يمت بصلة بمسؤول يفترض أنه قطع مع طريقة المخزن القديم ".وندد فخر الدين بذات المسؤول الذي خاطب العمال ناصحا إياهم بالبقاء في منظمة نقابية أخرى سماها لهم، وهو الشيء الذي يتنافى مع حياد السلطة و التعددية و حرية الانتماء يختم الكاتب الإقليمي للنقابة. في غضون ذلك أصدرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع العرائش،تقريرا مطولا،دقّت فيه ناقوس الخطر،بعد أن وجدت أن نسبة كبيرة من عمّال شركة MUNDIRIZ ،يُعانون من أمراض مهنية خطيرة ومزمنة،كضيق التنفس والربو و أمراض إلتهابات العيون،وإلتهابات جلدية وأمراض العمود الفقري،وتمزق العضلات و الإنفلوانزا ونقصان المناعة، وأمراض في الأمعاء و الكبد و الرئتين والجهاز العصبي.وكذا نقص في السمع جراء الغبار الناتج عن معالجة وشحن الأرز،والضجيج المفرط الذي يصدر من الآلات. الجمعية المغربية حذّرت بشدة من أن الشركة الإسبانية التي تحميها جهات في السلطة حسب تعبير نقابة عمّالية،تقوم بإستعمال مبيدات ومواد كيماوية سامة جدا ومحظورة دوليا طبقا لبروتوكول مونتريال في كندا، وذكرت أن الشركة تستعمل مادتي phosphure d'alluminium و Bromure de methyle الخطيرتين. وأعلنت AMDH أنها بصدد تنظيم حملة دولية لفضح ممارسات شركة Mundiriz و Riverra de Arroz حول ما أسمته "قمع الحريات النقابية وخرق القوانين المحلية والدولية،مع استعمال مواد كيماوية محظورة دوليا واستغلالها للعمال في أبشع الظروف" ودعت في ذات التقرير إلى مقاطعة منتوجات هذه الشركة. وكانت طنجة24 قد إنتقلت إلى مقر الشركة الإسبانية بقرية الهيايضة،للإطلاع ومعرفة وجهة نظر الشركة،إلا أنه تم رفض طلبها للقاء المدير أو من ينوب عنه، بحجة أنه غائب ومشغول،وإتصلنا مرّات عدة بهواتف مسؤولين وبالهاتف الثابت للشركة لكن دون رد.