معطيات خطيرة تؤكد أن شركات إسبانية تنتج موادها بتركيبتين الأولى خاصة بالسوق الأوروبي والثانية خاصة بالسوق المغربي تفتقد لشروط الجودة وللضمانات الصحية تعرف أسواق المدن الشمالية المغربية هذه الأيام، ومنذ انطلاق شهر رمضان الكريم تداولا خطيرا -وبكميات كبيرة جدا- للمواد الغذائية المنتهية الصلاحية فاسدة ( عصائر ومشتقات الحليب وعلب فواكه... ) ومستحضرات تجميل(مزيل ماكياج العينين والوجه وكريم اليدين والجسم وغسول ومرطب ومستحلب للجسم... ) ومبيدات حشرات ذات مواد كيماوية خطيرة الاستعمال، وغيرها من المنتجات والمواد الاستهلاكية التي تدخل إلى بلادنا عبر الثغرين السليبين سبتة ومليلية، وتباع بوفرة في جميع الأسواق، وأمام أعين أجهزة المراقبة وزجر الغش. وحسب بعض المصادر الطبية، فإن هذه المنتجات الفاسدة يمكن أن تتسبب للمستهلكين -خاصة الأطفال منهم- في أمراض خطيرة كمرض السرطان، نظرا لما تحتوي عليه هذه المنتجات من مواد خطيرة كمادة»ديشلورفوس» و(د.د.ف.ب) المسببة لسرطان المخ لدى الأطفال، إضافة إلى وجود علاقة بين هذه المادة وسرطان الدم، وهو الأمر الذي أكدته العديد من الدراسات العلمية والطبية، منها دراسة حديثة لمنظمة الصحة العالمية التي تشير إلى إصابة الأطفال والنساء الحوامل بالسرطان عند استعمال مواد غذائية أو استهلاكية فاسدة. والخطير في الأمر أن العديد من الشركات الإسبانية تنتج موادا ومنتجات بتركيبتين مختلفتين، الأولى تتوفر على جميع شروط الجودة والصحة وتروج بالمدن الإسبانية وبلدان الاتحاد الأوروبي بشكل عام، والتركيبة الثانية تفتقد لشروط الجودة وللضمانات الصحية، و توجه حصريا إلى السوق المغربية، وهي محظورة للبيع والترويج بإسبانيا و أوروبا. وتجدر الإشارة حسب ما هو مثبت في الجريدة الإسبانية الصادرة بتاريخ 21 يونيو 2002 تحت رقم 4123 ، إلى أن السلطات الإسبانية ضبطت بسبتةالمحتلة كميات من سلع فاسدة (وخاصة مبيد حشرات من نوع ليون روخو ) تحتوي على مواد سامة، وللإفلات من العقاب تذرعت الشركة المنتجة بكون هذا المنتوج غير موجه للاستهلاك في إسبانيا وأوروبا، وإنما موجه للمغرب دون غيره. ووجهت العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان من خلال فرعيها بتطوان والمضيق الفنيدق العديد من الشكايات إلى مختلف المصالح المعنية بالموضوع، إلا أنها لم تتلق أي رد، بل أكثر من ذلك توسع نطاق ومجال الأسواق المغربية التي يتم خلالها بيع وترويج هذه المنتجات والمواد الاستهلاكية الفاسدة المهربة من الثغرين السليبين سبتة ومليلية. كما وجهت العصبة مؤخرا نداء إلى المسؤولين من أجل التدخل العاجل واتخاذ كافة التدابير والإجراءات الزجرية لمنع ترويج هذه السلع الفاسدة حماية لسلامة وصحة المواطنين. ليظل السؤال المطروح في الختام حول الجهات التي تقف وراء تهريب هذه المواد الخطيرة، والسماح بوصولها إلى المستهلك المغربي.