إختار المنتخب البلجيكي، في كأس العالم الماضية، السويد لتربصاته، إستعدادا لخوض مباريات المونديال، ومن غريب الصدف أن المنتخب البلجيكي سينزل في فندق يسمى radisson blubwaterfront. في هذا الفندق الفخم الذي فيه كل شيء، يشتغل طنجاوي من المدينة القديمة، مباشرة بعد أن رمق اللاعب المغربي الأصل "الفلايني" تقدم للسلام عليه، فاندهش الأخير مرددا "مغربي فالسويد" ليرد الأخير مغربي طنجاوي، ظن الفلايني ان المغربي يكذب عليه، ولكي يطمئن قلبه سأله من اي حومة فرد عليه من مرشان، فإبتسم الفلايني مرددا في قرارة نفسه السخط من الحومة ههه. أول سؤال سأله الفلايني للطنجاوي، هل تعرف تلقيم أتاي بقواعده، طبعا رد عليه، ولكن ينقصنا النعناع وزبلو والزهر وأشياء اخرى، ردالفلايني والله العظيم إشتقت للدكة كإشتياقي لطنجة، وخصوصا شي جلسة في مقهى الماكينة وبجانبك من يقذف الكرة من غليونه "السبسي"، وإذا وافق خاطرك أن تصنع لي وللأصدقاء شي دكة طنجاوية، على غرار دكوك د "سوق الداخل". نزولا عند طلب الفلايني، خرج الطنجاوي بحثا بشوارع ستوكهولم عن قبضة من النعناع بين الدروب والأزقة، وبشق الأنفس وجد واحدة تساوي 100 كرونا سويدية أي مايعادل 150 درهم مغربية، وما إن قبض على قبضة النعناع، قفل عائدا على وجه السرعة مبشرا الدولي فلايني بقبضة لاتشبه النعناع إلا في الاسم. ما إن شاهد الفلايني النعناع بين يديه الطنجاوي، ضرب على صدره، مهنئا إياه على تضحيته لكي يصنع له دكة، وفي نفس الوقت سيعيشه لحظة مغربية طنجاوية في السويد رفقة منتخبه البلجيكي دون إعداد سابق، ليس الفلايني فقط من فرح بالعثورعلى قبضة النعناع، بل حتى اللاعب البلجيكي هازارد، ما إن أخبره الفلايني ببشرى العثور على قبضة النعناع يتيمة في السويد، حتى قام مصعوقا من فراشه، وكأنه حصل على منشط رياضي ناذر، ليطلب منه أن يحضر له "الدكة وبس" وكان الليل بدأ يسدل ظلامه على العاصمة ستوكهولم. لم ينتظر هازارد حتى الصباح، رغم أن زميله طمأنه ان القبضة في مكان أمن، ومخبأة بعناية فائقة عن أعين الطباخين، ورغم عدة محاولات لثنيه على تأجيل الدكة حتى الصباح رفض هازارد مهددا إياه بالذهاب للبحث عن الطنجاوي. لم يستطع الفلايني، أن يوقف جنون هازارد مع "الدكة" فما كان عليه إلا ان يخرج في منتصف الليل من شقته التي يتقاسمها مع هازارد في نفس الفندق، للبحث عن الطنجاوي بين ممرات الفندق ليعتقهم بالدكة حتى وقت متأخر من الليل، وهو يبحث عن الطنجاوي ولم يجده، ذهب للإسقبالات يسأل عنه، أخبرته مضيفة الفندق انه ربما يكون في مستودع تغيير ملابسه أو ربما خرج، طار على وجهه فوجده للتو يضع رجله اليمنى على عتبة حافلة نقل المستخدمين، نادى عليه "الطنجاوي .. مرشان" إلتفت فوجد الفلايني بملابسه الداخلية، لم يظن ان الفلايني خرج يبحث عنه ليعد له كأس شاي منعنع، فهذا اخر ما كان يسقط على باله، فلما أخبره بما وقع له مع هازارد في شقته، إبتسم ضاحكا ... نعدلو لو الدكة اخاي الفلايني. وهكذا صنع للفلاني وهازارد كأسا منعنعا بالعاصمة ستوكهلم في ليلة باردة تكاد تخرج فيها يدك من جيبك، وبعد الغد إنتشر الخبر كالنار في الهيشم في الفندق، وهكذا صارت "الدكة الطنجاوية" رفيقة المنتخب السويدي طول مقام تربصه بالسويد، ويبدو ان الدكة فعلت فعلها وكانت فأل خير على المنتخب البلجيكي حيث وصل لنصف النهائي. دمتم طنجاوة