نجا رئيس جماعة تيلمي بإقليم تنغير السيد حساين أعنوز، صباح أول أمس الجمعة حوالي الساعة التاسعة والنصف صباحا من محاولة اغتيال من طرف شخص يعمل جنديا. وكان الجندي الغاضب الذي كان بزيه العسكري، قد اقتحم مكتب الرئيس الذي كان يستعد لعقد اجتماع مع بعض أعضاء مكتب مجلس تيلمي، وأشهر سلاحا أبيضا في وجهه محاو لا توجيه طعنات له قبل أن يهرب الى مكتب مجاور، في حين تعرض أخ الرئيس لطعنات سكين على مستوى الرأس، ليسقط أرضا وسط صيحات باقي الأعضاء بالاستغاثة والنجدة، لكن ذلك لم يمنع المعتدي من مواصلة الهجوم في محاولة للانقضاض على الرئيس واغتياله، وبعد الأخذ والرد والتشابك، تمكن أعضاء المكتب من توقيف الجندي الذي أشبع الرئيس وابلا من السب و الشتم وأقبح النعوت، قبل أن يتدخل رجال الدرك لإلقاء القبض على الجاني الذي يخضع حاليا للتحقيق، في حين تم نقل أخ رئيس الجماعة إلى المستشفى الإقليمي لتنغير في وضعية وصفت بالحرجة لتلقي العلاجات الأولية.
هذا، ولم يستبعد مصدر من مكتب المجلس أن يندرج هذا الاعتداء في إطار مشكل شخصي عائلي قديم بين الجندي و أخ الرئيس، مؤكدا بأن الموضوع ربما دخل فيه “البام” بشكل كبير على خلفية التهديدات التي يتلقاها أعضاء مكتب المجلس وخصوصا الرئيس من طرف هذا الحزب بسبب رفضه الانصياع للضغوطات التي تمارس عليه خصوصا مع قرب موعد الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، ما يؤكد هذا – يضيف مصدرنا- العبارات التي تلفظ بها المعتدي أثناء الهجوم على الرئيس والتي يفهم منها بأنه ربما يكون مسخرا من ما من سماهم – مصدرنا – زبانية “البام” التي تعمل المستحيل وبأساليب عفا عنها الزمن لوأد تجربة التسيير بالمجلس وتشويه سمعة الحزب المسير وتقاربه مع العدالة والتنمية، و كذا استمالة الناخبين للتصويت على حزب الجرار في الانتخابات التشريعية المقبلة في أفق إبعاد كل المنافسين من تسيير مكتب مجلس تلمي في الانتخابات المقبلة.
هذا، وفي تصريح للجريدة، أكد رئيس جماعة تيلمي “احساين اعنوز” بأن هذا الحادث الذي وصفه بالغريب يصعب تفسيره بحكم أن المعتدي إنسان غير مستقر في تنغير، نافيا أن تربطه أية علاقة به حيث لم يشهده منذ مرحلة الطفولة حين كانا جنبا إلى جنب في القسم، ولم يستبعد الرئيس في تصريحه أن تكون وراء هذا الهجوم جهات سياسية في إشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة، خصوصا مع الصراع الدائر حاليا بينه وبين أحد البرلمانيين المحسوبين على هذا الحزب، لكن الرئيس استدرك بالقول بأن هذا الأمر يحتاج إلى تأكيد واثبات، بحكم أنه لا يمكن توجيه الاتهام لأي طرف في غياب أدلة تابثة، وان كان هناك ما يؤكد ذلك من قبيل الشعارات السياسية التي رفعها الجندي أثناء الهجوم بالإضافة الى السب والشتم، وهو ما جعلني أتساءل ربما يكون وراء هذا الشخص جهة أو رجل معروف بالمدينة له علاقة بحزب “البام” يقول الرئيس.
يذكر، أن هذا الحدث يأتي في سياق الأحداث المكهربة التي تعرفها تنغير مؤخرا و التي أصبحت السلطات المحلية طرفا فيه خصوصا مع موالاتها المعروفة للحزب السلطوي الأصالة والمعاصرة.