بعد وصول علاقته بدائرة يعقوب المنصور، التي يترأس مجلس مقاطعتها، إلى الباب المسدود، حوّل حكيم بنشماس أنظاره للترشح بطنجة. وقالت مصادر «المساء» داخل حزب الأصالة والمعاصرة، الذي يشغل بنشماس منصب نائب الأمين العام فيه، إن هذا الأخير ظل يضغط منذ مدة على المكتب السياسي للحزب لمساعدته في إقناع مناضلي الحزب بعاصمة البوغاز لقبوله ممثلا بإحدى الدوائر، في الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في 25 نونبر المقبل، وهو ما تأتى له مؤخرا. وقد توصلت قيادة البام، حسب ما أفاد به مصدرنا، إلى اتفاق مع الأمانة العامة الجهوية بطنجة، يقضي بترشح بنشماس في إحدى الدوائر الانتخابية بالمدينة. وأضاف مصدرنا أن هذه الخطوة ستكون متبوعة مستقبلا بإسناد عمودية طنجة إلى بنشماس في حالة حصول «البام» على أغلبية في الانتخابات الجماعية المقبلة، نظرا إلى «فشل» فؤاد العماري، العمدة الحالي لمجلس مدينة طنجة، في تسيير مجلس المدينة بعد استقالة سمير عبد المولى. وينتظر أن يقدم حكيم بنشماس، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين، استقالته من الغرفة الثانية قبل إيداع ترشيحه للبرلمان. ومن المنتظر أن يحل بنشماس مرشحا للأصالة والمعاصرة بالمنطقة الصناعية اكزناية. ويذكر أن حكيم بنشماس، رئيس مقاطعة يعقوب المنصور بالرباط، كان قد هوجم في ماي المنصرم، من طرف سكان حي «دوار الكورة» التابع لمقاطعته، الذين رشقوه بالحجارة والوحل، حيث اضطر إلى ترك سيارته والاحتماء بسيارة الشرطة، عندما كان بنشماس يهم بتفقد آثار الحريق الذي طال «دوار الكورة». وقد سبق لحكيم بنشماس أن انتقد بعض مستشاري المعارضة لاتهامهم له باتهامات عنصرية نظرا لأصوله الريفية. وبالعكس مما كان متوقعا، فلن يقدم بنشماس ترشيحه للبرلمان بإحدى دوائر مدينة الحسيمة، مسقط رأسه، نظرا لفتور علاقته مع ساكنة الريف، خصوصا بعد أحداث الدامية التي شهدتها الحسيمة يوم 20 فبراير المنصرم. وقد حاولت «المساء» الاتصال، صباح أمس الاثنين، بحكيم بنشماس، للتأكد من هذه المعلومات الذي تقول مصادرنا إنها لايرقى إليها الشك، لكن ظل هاتفه ضل مغلقا. من جهة أخرى وبعدما ظلت قيادات حزب الأصالة والمعاصرة، منذ تأسيسه، يعارض تأسيس منظمات موازية به على غرار الأحزاب الأخرى، شرع شباب بحزب الأصالة والمعاصرة في التنسيق لتأسيس أول شبيبة حزبية في تاريخ الحزب. وأسس حوالي 80 عضوا شابا في حزب الأصالة والمعاصرة، ينتمون إلى عدة أقاليم، مساء السبت الماضي بالرباط، لجنة تحضيرية ضمت شبابا ينتمون إلى مناطق مختلفة، سيعهد لها بالتهييء لتأسيس ما سمي «التنسيقية الوطنية لشباب البام»، والتي ستكون بمثابة شبيبة للحزب. وخلص المجتمعون، في هذا اللقاء الذي دام ثماني ساعات، إلى إصدار بيان ختامي تضمن خطابا شديد اللهجة وملاحظات بشأن ما يجري داخل «البام»، إذ ورد في البيان الختامي أن هذه الشبيبة المستقبلية ترفض «الضرب في مناضلي الحزب واتهامهم بنعوت لا تمت للعمل السياسي والميثاق السياسي والأخلاقي بأي صلة»، كما أقر البيان الختامي بوجود صراعات شبابية داخل «البام» من خلال الإشارة إلى أن أعضاء «التنسيقية الوطنية لشباب البام» سيتخدون «منطق المؤامرة وحبك الدسائس عبر تحريك عناصر من الشباب للركوب على الوضع في محاولة للارتزاق السياسي والتشويش على مشروع الحزب وإرباك استعداده للاستحقاقات القادمة». ودعا المجتمعون شباب الحزب إلى «الترفع بأنفسهم عن المنزلقات والتخندق المجاني للحفاظ على مصالحهم الضيقة دون مراعاة الوضع الذي يعيشه الحزب والمرحلة التي تتطلب تقوية الجبهة الداخلية للحزب». من جهته، أبرز مراد العجوتي، أحد أعضاء هذا التيار الشبابي داخل «البام»، أنه في ظل رفض قيادة الحزب لتأسيس شبيبة حزبية كما هو متعارف عليها في أحزاب أخرى، إضافة إلى عدم ارتياح شباب «البام» داخل اللجان الجهوية للشباب، وعدم احترام الكوطا المخصصة لهم في اللجان المحلية، ورفض الأمانة العامة للحزب، منذ 2008، لمقترحات هيكلة قطاع الشباب، قرر شباب «البام» تأسيس هذه التنسيقية الوطنية قصد إيجاد فضاء للتحرك.