علمت بيان اليوم، من مصادر مطلعة، أن «تحركات كثيفة» دشنها حكيم بنشماس نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، من أجل خلافة محمد الشيخ بيد الله على رأس الحزب. وبينما كان الأمين العام يقضي عطلته الصيفية في الخارج، كان نائبه يحشد دعم الأنصار في الجهات، لتنحية رئيسه من أعلى هرم الحزب. وقال مصدر بالمكتب الوطني للحزب لبيان اليوم، إن بيد الله «أخد علما بهذه التحركات»، سيما وسط صفوف قياديي حركة لكل الديمقراطيين، وأبلغه عدد من رفاقه المقربين بحيثيات موقف بنشماس والأعضاء المحيطين به، وأضاف أن بيد الله «لم يفاجأ بذلك»، لكنه أسر لمقربيه بأن تلك المحاولات «قد تفشل، لأن الحزب في حاجة إليه في الوقت الحالي». وأسرت مصادر أخرى بالمكتب الوطني تحدثت لبيان اليوم، أن تحركات بنشماس تصاعدت كثيرا، خلال العطلة الصيفية، لكن مؤشرات هذا التطور، كشفت عن نفسها في الاجتماعات الأخيرة للمكتب الوطني في يونيو الماضي، وقابلها بيد الله باستخفاف. لكنه الآن، تضيف المصادر، بات يأخذ تحركات بنشماس على محمل الجد، خصوصا أن قياديين بالمكتب الوطني يتفقون معه على «ضرورة تنحية بيد الله من الأمانة العامة للحزب في أقرب وقت». ويبرر بنشماس موقفه، بحسب مصادر مقربة منه، بأن بيد الله «أرخى حبل الحزب كثيرا بعد توليه لرئاسة مجلس المستشارين، لدرجة باتت أوضاعه التنظيمية منفلتة». واعتبر بنشماس، حسب ذات المصادر، «أن بيد الله أبدى نوعا من التعاطف غير المرغوب فيه مع أولئك المحسوبين على الحزب الوطني الديمقراطي المنحل، ممن كانوا رفاقه حين كان ما زال منتميا لذلك الحزب»، رغم أنه لم يظهر أي نزوع حقيقي نحو مساندة هؤلاء في مواقف تنظيمية، ضد قياديي حركة لكل الديمقراطيين، في شكل قرارات. وعللت مصادرنا ذلك، بأن «يدي الأمين العام مقيدة، ولا يتحكم في قرار الحزب لوحده، بل إن القرارات المهمة تتخذ على صعيد أكبر لدرجة أن بيد الله يبقى مجرد مشاور فحسب في العملية»، ولذلك، تضيف المصادر، «لم يستطع بيد الله فرض أي قرار معين، لأن «كل الديمقراطيين» لديهم يد طولى في ذلك المستوى الأعلى من عملية اتخاذ القرار». ولأن منصب بيد الله كرئيس لمجلس المستشارين بات، بحسبهم، عائقا في طريق تفعيل الأداة الحزبية، فإن مقترح بنشماس هو أن ينكب بيد الله على «أوراشه داخل الغرفة الثانية، تاركا قيادة الحزب لشخص آخر». غير أن هذه التبريرات تبقى فعاليتها معلقة على قرار حسم موعد المؤتمر المقبل للحزب؛ بحيث إن مصادر جيدة الاطلاع، كشفت أن بيد الله تمكن من إقناع دوائر القرار في الحزب بتأجيل عقد المؤتمر الذي كان مقررا في بداية الصيف الحالي، إلى أجل لاحق، دون أن يحدده، في مسعى منه إلى تمديد ولايته على رأس الحزب، وتوسل بيد الله بحسن بنعدي رئيس المجلس الوطني، لتصريف هذا التأجيل ك»مسألة لوجيستيكية تتعلق بالإعداد والموارد، وليس كأمر مرتبط بأجندة سياسية». وانبرى بنشماس اليوم، كرد استباقي، ليعلن في «جلسات عمل» مع قياديين بالحزب وعدد من منسقيه وبرلمانييه، أن المؤتمر المؤجل «لا ينبغي أن يتجاوز موعده العام الحالي»، في وقت يدافع فيه بيد الله، بحسب مصادرنا، على تأجيل عقد المؤتمر إلى ما بعد الانتخابات التشريعية المقبلة المزمع إجراؤها في 2012. وأفادت تلك المصادر أيضا أن «بنشماس بمعية رفاقه القياديين، أعلن عن العزم على تشكيل لجنة تحضيرية للمؤتمر، مباشرة بعد الدخول السياسي في أكتوبر المقبل، على أن يعقد المؤتمر في نهاية العام، أو في بداية السنة القادمة على أقصى تقدير، مستفيدا من تخبط الحزب في مشاكله التنظيمية لفرض اسمه كبديل لبيد الله لقيادة الحزب، وقطع الفرصة أمام أي تمديد ثان، قد يدفع بيد الله إلى ترتيب أوراق الحزب من جديد.