شهدت قرية «با محمد» «معالم صراع» داخل حزب فؤاد عالي الهمة «الأصالة والمعاصرة»، على إثر نقاشات حادة بين قيادييه حول تدبير شؤون المكتب المحلي بحسب مصادر من عين المكان. وأكدت تلك المصادر، في اتصال مع «المساء»، أن مشادات كلامية ساخنة جرت بين كل من زهير العليوي وعبد النبي بيريز وبوشتى البصري، داخل مقر الحزب بالقرية الأربعاء الماضي، وهو ما عمق هوة الخلافات بين الأطراف الثلاثة، وهي الخلافات التي فشلت زيارات سابقة إلى مقر الحزب المركزي بالرباط في حلها. وتحدثت المصادر نفسها عن أن حكيم بنشماس، نائب الأمين العام للحزب، قام برحلة سريعة الأربعاء فاتح أبريل إلى المدينة لتدارك الخلاف الذي يوشك أن يؤثر سلبا على مشاركة الحزب في الانتخابات المحلية بالمدينة المزمع إجراؤها يوم 12 يونيو 2009، لكن دون جدوى، «وهو ما دفعه إلى إغلاق المقر حتى لا تتأثر سمعة الأصالة والمعاصرة، في انتظار مخرج للمشاكل المطروحة». وراجت أنباء غير مؤكدة عن انسحاب كل من بيريز والبصري من حزب الهمة، وتعذر الاتصال بالطرفين للتأكد من صحة الخبر، في الوقت الذي أوضح فيه زهير العليوي، عضو المجلس الوطني للأصالة والمعاصرة وأحد المعنيين بالنقاش الدائر في قرية با محمد، أنه لا يعلم بوجود أي انسحاب. ونفى العليوي من جانبه وجود الصراع من أساسه، وقال في اتصال مع «المساء» «ما يروج مجرد إشاعات مغرضة يستغلها خصومنا السياسيون لتشويه سمعة الحزب»، مؤكدا في الوقت نفسه أن العمل داخل المقر مستمر ولم يتوقف. وقال العليوي «الاختلاف في الآراء بين مسؤولي المكتب، الذي شكل بالتوافق مؤقتا، موجودة كما هو الحال بالنسبة لكل الأحزاب الديمقراطية، لكن الخصوم يضخمون من درجة تلك الخلافات ويبرزونها وكأنها صراعات دامية، والهدف إظهار الحزب في صورة مشوهة». واعترف العليوي، الذي سبق له أن أقيل من حزب العدالة والتنمية قبل أن يكتب استقالته من الحزب نفسه «لوجود خلل كبير في التسيير الداخلي لحزب عبد الإله بنكيران»، بأن وفدا قياديا كبيرا من الأصالة والمعاصرة يتقدمه حكيم بنشماس وخديجة الكور وفريد أمغار زار قرية با محمد «لكن بغرض التواصل مع الساكنة وليس لإنهاء صراعات كما روج الخصوم». وكان غاضبون من حزب الأصالة والمعاصرة قد أسسوا يوم 28 مارس الأخير حزب العهد الديمقراطي، بزعامة نجيب الوزاني الذي كان قد اندمج مع الهمة رفقة عبد الله القادري وأحزاب أخرى، قبل أن يتراجع وينسحب بدعوى وجود مشاكل داخلية عميقة داخل الأصالة والمعاصرة. وسبق لحزب الهمة أن انتخب خلال مؤتمره الوطني الأول يوم 22 فبراير الماضي وزير الصحة السابق محمد الشيخ بيد الله أمينا عاما للحزب، بعد توافق حصل بين أعضاء المكتب الوطني البالغ عددهم 33 عضوا.