بدأت تلوح في الأفق معالم معركة قادمة بين حزبي الحركة الشعبية والأصالة والمعاصرة بمدينة وجدة، بعدما تأكد انضمام عدد من أعضاء حزب امحند العنصر إلى تنظيم فؤاد عالي الهمة الذي عقد مؤتمره الوطني الأول يوم 21 فبراير 2009 ببوزنيقة. وأكدت مصادر متطابقة ل «المساء» أن عددا من أعضاء الحركة الشعبية التحقوا ب«الأصالة والمعاصرة» وفي مقدمتهم النائب البرلماني والمفتش الإقليمي لحزب العنصر لخضر حدوش، الذي تم تعيينه منسقا جهويا لحزب الهمة. وبحسب المصادر نفسها فقد عقد اللقاء، الذي تم خلاله تعيين أعضاء التنسيقية الجهوية، السبت 7 فبراير الأخير بمركب السعادة بطريق لازاري بوجدة، وضم عددا من قياديي الأصالة والمعاصرة، إلى جانب الملتحقين الجدد ومن بينهم رؤساء جماعات محلية وصيادلة وناشطين سياسيين وجمعويين. وظل هاتف النائب لخضر حدوش، الذي يشغل كذلك منصب رئيس المجلس البلدي لوجدة، لا يرد برغم محاولات متكررة من طرف «المساء» للاتصال به. المثير في الأمر أن كل شيء جرى في غفلة من القيادة المركزية لحزب الحركة الشعبية الذي سبق لأمينه العام، امحند العنصر، أن أكد أنه سيقاضي كل من يغادر حزبه دون احترام القوانين المنظمة. واعترف العنصر في اتصال مع «المساء» أنه لا يعلم بالتطورات الحاصلة في وجدة، مؤكدا أنه لم تصله أي وثائق رسمية تؤكد انضمام أعضاء من حزبه وعلى رأسهم النائب البرلماني حدوش إلى حزب فؤاد عالي الهمة. وقال العنصر «لم أتوصل لحد الآن بأي استقالة من الحزب من وجدة، ولا أستطيع أن أتحدث عن معطيات تروج لها وسائل الإعلام»، مكررا أن الحزب سيتواجه قضائيا ضد كل من يخالف قانون الأحزاب. ويواصل الأصالة والمعاصرة عقد لقاءاته لتنظيم صفوفه استعدادا لاستحقاقات 12 يونيو القادم، وكان آخرها لقاء الجمعة 13 مارس الجاري، حينما اجتمع المكتب الوطني للحزب بالرباط، تحدث فيه بيد الله ورفاقه عن الانتخابات البلدية وضرورة «خوضها بكل قوة، خاصة أنها محطة تشكل فرصة لتجسيد معنى ممارسة السياسة بشكل مغاير، عنوانها النجاعة، وتحرير الطاقات، وإشراك النخب المحلية، خصوصا منها المرأة والشباب، والحكامة الجيدة والتخليق، للمساهمة في مغرب الغد، مغرب الممكن كما نعته التقرير الخمسيني».