هاجم فؤاد عالي الهمة، مؤسس حزب الأصالة والمعاصرة، رجال السلطة مجددا، أول أمس، في تجمع خطابي عقده الحزب بحي الوكالة في مدينة الداخلة، حيث يقيم سكان المخيمات الذين ينحدر جلهم من الرحامنة وأولاد دليم. ودعا الهمة المواطنين والناخبين إلى «محاربة نزعة الخوف» من القائد والباشا والعامل ورجال السلطة، مؤكدا أن حزبه «هو حزب رجال المستقبل». وذكرت مصادر مطلعة من الداخلة أن الهمة حل بالمدينة قبل نحو أسبوع، حيث استقبله أحد أعيان المنطقة المنتمين إلى حزب الاستقلال، وقاده على متن سيارته الخاصة إلى مقر إقامته قريبا من شاطئ البحر. وقالت المصادر إن هناك مساعي من لدن حزب الأصالة والمعاصرة من أجل استقطاب بعض الاستقلاليين البارزين في المدينة وكسبهم إلى جانبه في حملته الانتخابية، رغم أنهم معروفون بدعمهم لحزب عباس الفاسي في كل استحقاق انتخابي. وفي مدينة الحسيمة، اتهم مسؤول استقلالي رفيع رجال السلطة بمحاباة حزب الأصالة والمعاصرة في الحملة الانتخابية، التي تدور رحاها على صفيح ساخن بين الطرفين. وقال المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته، إن قائد منطقة كتامة يوزع المنشورات سرا إلى جانب الكاتب الإقليمي لحزب الجرار بالمنطقة، مشيرا إلى أن الهدف من وراء ذلك هو «الحد من تقدم الاستقلاليين». وأوضح نفس المتحدث أن بعض المرشحين الذين حصلوا على تزكيات من أحزاب سياسية أخرى تم الضغط عليهم للتراجع عن الترشح ضمن لوائح تلك الأحزاب، ومنحت لهم تزكيات من حزب الأصالة والمعاصرة في اللحظة الأخيرة، واعتبر أن ذلك يدخل ضمن «محاولة رسم خريطة معينة لحزب معين» في هذه الانتخابات الجماعية. وأضاف المسؤول الاستقلالي أن حزب الأصالة والمعاصرة احتل الرتبة الأولى في عدد الترشيحات التي تقدم بها في المنطقة، رغم أنه لا يتوفر على مكاتب ولم يفتح مكتبه الإقليمي إلا قبل نحو أسبوعين، حسب قوله. وهدد مرشحو عدد من الأحزاب بتنظيم مسيرة احتجاجية بمدينة الحسيمة أول أمس، إلا أن مصادر أكدت التراجع عنها دون توضيح أسباب ذلك. من جانبه، رد عزيز بنعزوز، المسؤول عن الحملة الانتخابية لحزب الأصالة والمعاصرة في خمس جماعات قروية بالريف، في اتصال أجرته معه «المساء»، تلك الاتهامات واعتبرها عارية عن الصحة، وقال إن حزب الاستقلال كان دائما يعتبر تلك المنطقة تابعة له منذ بناء طريق الوحدة في الخمسينيات، وإن دخول حزب الأصالة والمعاصرة «لم يعجبه»، مؤكدا أن الحملة الانتخابية التي يقودها الحزب تمر في ظروف جيدة بعيدا عن أي تدخل من السلطة لجانبه، ووصف جميع تلك الاتهامات بالمزايدات الانتخابية.