في تطور مفاجئ، أطلق فؤاد عالي الهمة، مؤسس حزب الأصالة والمعاصرة، النار على وزارة الداخلية التي اشتغل فيها طيلة 25 سنة. وقال الهمة في لقاء تواصلي عقده حزبه أول أمس السبت بورزازات أمام أكثر من 700 شخص من أتباعه «إن الداخلية التي أعرف طيلة 25 سنة هي غير الداخلية حاليا وسوف نحارب انحرافاتها التي لا تسير وفق توجهات الدولة الرامية إلى محاربة المفسدين» مشيرا إلى أن آليات تسيير أجهزة هذه الوزارة تغيرت سلبا ولم تعد كما كانت من قبل عندما كان يشتغل في دواليبها. وهاجم الهمة ما أسماه «ممارسات» بعض رجال السلطة التابعين للداخلية في تدبير ملف الانتخابات الجماعية القادمة، وكشف، في هذا السياق، وجود تواطؤ بين بعض الولاة والعمال وبعض المنتخبين الفاسدين في مجموعة من المدن المغربية لفبركة لائحة المرشحين وهندسة التقطيع الانتخابي المناسب من أجل التحكم في نتائج الاستحقاق الجماعي القادم، مشددا في هذا المنحى على أن حزبه سيتصدى لمثل هذه الانحرافات التي تمس بنبل العمل السياسي. وقال بالحرف «اللي ضربنا غادي نضربوه وحتى احنا غادي نخرجو نيابنا». ودعا الهمة عمال وولاة المملكة إلى تحمل مسؤولياتهم، لأنهم، حسب قوله، مجرد موظفين لدى الدولة ومطالبون بمحاربة الفساد وجعلها ضمن أولوياتهم، تماشيا مع أجواء الديمقراطية والشفافية التي انخرطت فيها الدولة مع مجيء العهد الجديد، مذكرا في هذا السياق ب«التجربة النموذجية» التي قادها هو شخصيا مع السلطات المحلية بمنطقة الرحامنة، حيث انخرط الجميع في مشاريع التنمية المحلية. وأعرب الهمة عن استيائه من العراقيل التي واجهها حزبه من طرف بعض العمال والولاة والمنتخبين، الذين قال بحقهم «إنهم لم يستوعبوا التحولات الإيجابية التي شهدها المغرب». ولخص هذه العراقيل فيما أسماه «ترويج إشاعات بأننا حزب الملك». وللخروج من مأزق التدبير غير العقلاني للشأن المحلي وإعطاء نفس جديد للعمل السياسي، طالب الهمة بضرورة انخراط المغرب في إنشاء ما أسماه «البرلمانات الجهوية لتكريس اللا مركزيزية».