شكل الأعضاء المنحدرون من الأقاليم الجنوبية ومنطقة الريف، وخصوصا إقليمالحسيمة، أكبر عدد في الهياكل الحزبية المنتخبة خلال المؤتمر الوطني الأول لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي اختتم أعماله أول أمس الأحد بمدينة بوزنيقة. وترجم حزب الجرار، لفؤاد عالي الهمة، في مؤتمره الورش الأول من الأوراش التي فتحها منذ تأسيسه، سعيا إلى تدشين تجربة سياسية وتنظيمية جديدة، كما يقول مسؤولوه، وهي التركيز على الجهوية والقطع مع المركزة الحزبية والانفتاح على الجهات الأخرى، التي ظلت نخبها تتهم الأحزاب السياسية الأخرى بالإقصاء ومنح الأولوية في قياداتها للفاسيين والرباطيين. ولوحظ أن الأمانة العامة للحزب أوكلت إلى وزير الصحة السابق الشيخ بيد الله، الذي ينحدر من الأقاليم الجنوبية وينتمي إلى قبيلة الركيبات، فيما تم تعيين حكيم بنشماس، المنحدر من إقليمالحسيمة، نائبا أول له، إلى جانب علي بلحاج. وروعيت نفس التركيبة في تعيين أعضاء المجلس الوطني والمكتب السياسي للحزب، الذين تم اختيارهم وفق مبدأ التوافق دون اعتماد الاقتراع السري، بهدف وضع هندسة تناسب تعدد الاتجاهات المندمجة في الحزب ومختلف الحساسيات والانتماءات الجهوية، حيث لوحظ أن غالبية أعضاء المجلس الوطني، البالغ عددهم 367 عضوا، وأعضاء المكتب السياسي، البالغ عددهم 31 عضوا، ينحدرون من الأقاليم الجنوبية والريف. واستبعد حكيم بنشماس، نائب الأمين العام للحزب، في تصريحات ل«المساء»، أن تكون التركيبة الحزبية الجديدة لحزب الأصالة والمعاصرة قد تم التخطيط لها بشكل مسبق، وقال: «نحن لا نرى الأمور من هذه الزاوية الضيقة، بل نقرؤها من زاوية فتح المجال أمام مختلف الكفاءات التي يزخر بها الحزب والقادرة على قيادته في المرحلة المقبلة». وأضاف بنشماس أن ما يلاحظ من حضور قوي للمنحدرين من الأقاليم الجنوبية والريف يؤكد رغبة الحزب في الانفتاح أكثر على الجميع، واعتبر أن تركيبة الحزب هي نوع من التجديد، مقابل الأحزاب المغربية الأخرى التي وصفها بكونها «حبيسة منطق المركزة حيث الحضور القوي للمركز على حساب الجهات والأطراف»، مضيفا أن حزب الأصالة والمعاصرة «يريد القطع مع هذا المنطق»، تماشيا مع مراهنته على الجهوية. من جانبه، أكد الأمين العام الجديد للحزب، الشيخ بيد الله، أن الأصالة والمعاصرة سيستمر في دعم حكومة عباس الفاسي«إيمانا منه بالأهمية الاستراتيجية التي تكتسيها الإصلاحات والأوراش المهيكلة الكبرى التي تباشرها، تحت القيادة الفعلية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وإشرافه السامي المباشر». وقال بيد الله، في كلمته عقب انتخابه أمينا عاما، إن الحزب سيواصل مساندة الحكومة «بعزم لا يلين». وجاءت تصريحات بيد الله في ظل غياب أي مسؤول من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أحد المكونات الرئيسية لحكومة عباس الفاسي، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، مما غذى التكهنات باحتمال تفكك التحالف الحكومي.