انطلقت اليوم الجمعةفي بوزنيقة أشغال المؤتمر الأول لحزب "الأصالة والمعاصرة"، الذي يضم في صفوفه فؤاد عالي الهمة، الوزير المنتدب السابق في وزارة الداخلية. "" ويعد هذا المؤتمر، الذي سيستمر على مدى ثلاثة أيام، أول امتحان حقيقي لهذا الحزب الجديد، الذي يراهن على انتخابات المحافظات المقبلة، التي ستبدأ في 12 حزيران (يونيو) المقبل، لفرض نفسه على الساحة السياسية، خاصة بعد الرجات القوية التي أحدثها وسط مجموعة من المكونات السياسية، التي باتت تسحب ألف حساب لهذا الحزب. وأفادت مصادر سياسية أن جميع الترتيبات اتخذت لإنجاح المؤتمر، مشيرة إلى أنه سيحمل مجموعة من المفاجآت، سواء على المستوى التنظيمي والهيكلي. يشار الى ان حزب الأصالة والمعاصرة دخل، منذ فترة، في سباق مع الزمن لترتيب بيته الداخلي وللتحضير إلى مؤتمره الأول. وجاءت تحركات "الأصالة والمعاصرة" من قبل السطات، حيث عقد اجتماع لأعضاء المكتب التنفيذي المؤقت للحزب بجهة الشاوية ورديغة خصص لتدارس عدد من القضايا التنظيمية. وتميز هذا الاجتماع، الذي ترأسه نائب الأمين العام للحزب فؤاد عالي الهمة، والذي يندرج في إطار استكمال إنجاز المهام التنظيمية للحزب منذ الإعلان عن تأسيسه، بالإعلان عن اختيار العربي الهرامي مخاطبا للمكتب الجهوي المؤقت للحزب لجهة الشاوية ورديغة، ومصطفى أمهال ومحمد عبدو نائبين له. كما جرى اختيار أحمد الموساوي مخاطبا للمكتب الإقليمي المؤقت لسطات، ومصطفى التومة مخاطبا للمكتب الإقليمي المؤقت لخريبكة، على أن يجري لاحقا اختيار مخاطب المكتب الإقليمي المؤقت لبنسليمان. كما أعلن أيضا عن أسماء المخاطبين على صعيد عدد من المراكز التابعة لمحافظة سطات، إلى جانب اختيار ممثل الجهة في المكتب الوطني للحزب. ويأتي هذا بعد لقاء عقده حسن بنعدي، الأمين العام للحزب، وأعضاء من المكتب الوطني مع فعاليات في مدينة الناظور ،وتأتي هذه اللقاءات في إطار تشكيل الفروع لحشد أكبر عدد من المتعاطفين مع الحزب، قبيل الاستحقاقات المقبلة. وكان الحزب عانى من أول صدع على يد عبد الله القادري، باسم المكتب السياسي للحزب الوطني الديمقراطي، الذي سبق أن اندمج مع أربعة أحزاب ضمن "الأصالة والمعاصرة"، الذي أكد أن المكتب السياسي قرر، خلال اجتماع استثنائي عقده بالرباط، التراجع "بصفة نهائية" عن مشروع الاندماج. وأفاد بلاغ، حمل توقيع عبد الله القادري، أن المكتب السياسي قرر، خلال هذا الاجتماع، إلغاء المقرر المتخذ والقاضي بقبول مشروع الاندماج مع الأحزاب الأربعة، بسبب "عدم الاستجابة للشروط الموضوعية" المقدمة من طرف الحزب. وكان الحزب الوطني الديمقراطي، وحزب العهد، وحزب البيئة والتنمية، وحزب رابطة الحريات، وحزب مبادرة المواطنة والتنمية، أعلنوا، يوم 7 غشت الماضي، الاندماج في حزب فؤاد عالي الهمة. وأكد البلاغ أن المكتب السياسي عاين "عدة إخلالات تعترض عملية الاندماج أدت إلى إفراز صعوبات تدبيرية لا تتناسب مع المفهوم الحقيقي للاندماج من أجل خلق حزب سياسي قوي". ويرى مراقبون أن هذا التطور قد يكون بداية لخلافات أخرى ستظهر في الأفق، خصوصا مع الاستعداد للانتخابات الجماعية المقبلة في 2009، مشيرين إلى أن الشرخ قد تتسع دائرته مع قرب هذا الاستحقاق. غير أن هذا لم يؤثر على خط الحزب، الذي استمر في حشد الأنصار في مختلف جهات المملكة استعدادا للانتخابات. يشار إلى أن خطوة إعلان الهمة عن تأسيس حزب، خلقت نوعا من الاستنفار في وسط مختلف المكونات السياسية، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والعدالة والتنمية، إلى جانب باقي الأحزاب التي تتخوف من الدخول القوي لهذا المكون في اللعبة السياسية. إيلاف