بدأ حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بعد تنظيم بيته الداخلي والإعلان عن قائده الجديد عبد الواحد الراضي، في الاستعداد لعقد لقاءات لتقوية الجسم اليساري بالمغرب، خاصة أن امتحان الانتخابات الجماعية، التي من المقرر إجرائها في يونيو المقبل، ستعرف هذه المرة منافسة شرسة، خصوصا في ظل التحالفات المسجلة، التي تعد أبرزها وأكثرها إثارة للجدل تلك التي ينتهجها "الأصالة والمعاصرة"، الذي يوجد في صفوفه الوزير المنتدب السابق في الداخلية فؤاد عالي الهمة. "" ومن المرتقب أن يدشن الحزب الاتحادي هذه المرحلة بعقد لقاء مع الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية إسماعيل العلوي، في أفق عقد اجتماعات لقوى اليسار. وذكرت مصادر متطابقة أن العلوي أجرى، أخيرا، اتصالا مع الراضي بشأن الاجتماع المقبل بينهما. ويتوقع أن يجتمع "اتحاد اليسار" قريبا، خاصة أن فرصة لبلورة عمل مشترك بين القوى الديمقراطية والتقدمية. وتلقى الاتحاد الاشتراكي صفعة قوية في استحقاقات 7 شتنبر الماضي، إذ كان من أكبر الخاسرين في هذه الاستحقاقات بعد احتلاله المرتبة الخامسة ب 38 مقعدًا، فيما كان قد فاز بالمرتبة الأولى في انتخابات 2002، وهو تراجع فتح الأبواب على مصراعيها لدخول الحزب في أزمة صعبة. وكان الاتحاديون عاشوا، في الجولة الأولى من المؤتمر الثامن، لحظات عصيبة، إثر تصاعد احتجاجات المؤتمرين، ما أدى إلى توقف الأشغال مؤقتا، إذ رفع المؤتمرون شعارات تطالب بالانسحاب من الحكومة والتصعيد، قبل أن يحتلوا المنصة ما دفع الرئاسة إلى الانسحاب، قبل استئناف الأشغال والإعلان عن خوض جولة ثانية. وتأسس الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سنة 1975 بعد أن انفصلت الجماعة المؤسسة له عن الاتحاد الوطني للقوات الشعبية (الذي انشق قبل ذلك عن حزب الاستقلال). وظل الحزب قطب رحى المعارضة في المغرب لمدة طويلة، بل أصبح القوة السياسية المغربية الأولى مع بداية التسعينات. وكان فوزه في الانتخابات التشريعية يوم 14 نونبر 1997 بنسبة 13.9في المائة من الأصوات (أي 57 من مجموع مقاعد مجلس النواب المغربي( سببا في تعيين الكاتب العام للحزب آنذاك، عبد الرحمن اليوسفي، رئيسا للوزراء منذ 5 فبراير 1998. وخلقت خطوة إعلان الوزير المنتدب السابق في وزارة الداخلية فؤاد عالي الهمة عن تأسيس حزب، يحمل اسم "الأصالة والمعاصرة"، نوع من الاستنفار في وسط مختلف المكونات السياسية. وسبق لأحزاب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب التقدم والاشتراكية وجبهة القوى الديمقراطية والحزب العمالي والحزب الاشتراكي، في ختام اجتماع لقياداتها أخيرا في الرباط، تشكيل لجنة مشتركة عهد إليها صياغة مشروع وثيقة مرجعية لمنظور العمل المشترك في ما بينها. ويضم الائتلاف الحاكم في المغرب الأكثرية السابقة، وهي حزب الاستقلال الفائز بالمرتبة الأولى في الانتخابات والذي يتزعمه عباس الفاسي، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي فاز فقط ب38 مقعدًا، وحزب التقدم والاشتراكية، والتجمع الوطني للأحرار.