شرعت الأحزاب السياسية في إجراء تسخينات انتخابية، استعدادا لاستحقاقات 12 يونيو المقبل الجماعية، بتجديد آليات التواصل مع أعضائها وإنشاء فروع لها أو منسقيات جهوية وإقليمية، أو تجديد هياكلها في بعض الأقاليم. وشهدت الأقاليم الجنوبية في الآونة الأخيرة اهتماما حزبيا من قبل عدد من الأحزاب السياسية، بالنظر إلى أن المغرب يشهد دينامية جديدة في مجال الجهوية، في إطار مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء، التي ترتكز على الجهوية الموسعة. ونقلت مصادر مطلعة من مدينة الداخلة، في اتصال مع «المساء»، أن وجهاء وأعيان المنطقة شرعوا في الاستعداد منذ الآن للانتخابات الجماعية، البلدية والقروية، ورص صفوفهم قبل نحو أربعة أشهر من تلك الانتخابات التي يعتبرونها فاصلة، بالنظر إلى ارتباطها بمشروع الحكم الذاتي في الصحراء. فبعد اللقاء الذي عقده حزب الأصالة والمعاصرة لفؤاد عالي الهمة قبل أشهر مع أعيان وأقطاب جهة وادي الذهب لكويرة بالداخلة، نظم كل من حزب التجديد والإنصاف وحزب التقدم والاشتراكية، أول أمس، لقاءين متزامنين بالمدينة، نشطهما شاكر أشهبار وإسماعيل العلوي، الأمينان العامان للحزبين على التوالي. وفي إطار استعداده للانتخابات، أنشأ حزب التجديد والإنصاف منسقيته بالجهة، عازما على جلب عدد من المؤيدين. وتوقع ماهور عبد القيس، رئيس شبيبة الحزب بالجهة، في تصريح ل«المساء»، أن تؤثر خصوصية المنطقة على البرامج الحزبية التي شرعت الأحزاب في تدبيجها، بسبب خصوصية الأقاليم الجنوبية وارتباطها بمبادرة الحكم الذاتي للمغرب. وعقد إسماعيل العلوي، أمين عام حزب التقدم والاشتراكية، أول أمس، لقاء مع أعضاء المنسقية الجهوية لحزبه، التي أنشئت في شتنبر الماضي، حضره عدد من أعضاء الحزب بالجهة، من أجل التعبئة للانتخابات، تركز بالخصوص حول قضية الجهوية الموسعة والتقسيم الجهوي الجديد ومبادرة الحكم الذاتي. وقال مصدر مطلع من الداخلة إن حروب التزكيات الحزبية داخل حزب العلوي انطلقت منذ وقت مبكر بين ثلاثة أقطاب في الجهة، يسعون إلى النزول بكل ثقلهم في الانتخابات القادمة، ويتعلق الأمر بحياة الدليمي، العضو في المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية (كوركاس) والعضو في المجلس البلدي للداخلة والنائبة البرلمانية، وأخطور سيدي محمد، رجل الأعمال ورئيس الغرفة الفلاحية بجهة وادي الذهب لكويرة، وعلي بنعلال، رئيس جماعة كليبات الفولة. وقالت مصادرنا إن الصراع سيكون قويا بين أعيان المنطقة داخل التنظيمات الحزبية، خصوصا وأن بعضها سيجد صعوبة في تغطية كافة الدوائر الموجودة بالجهة، التي تتكون من 11 جماعة قروية، وجماعتين حضريتين، هما لكويرة والداخلة.