تمكن فؤاد عالي الهمة، الرئيس المؤسس لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيس لجنة الانتخابات الوطنية به قبيل فجر يوم أمس (الثلاثاء)، من إقناع مسؤولي الحزب الجهويين والإقليميين للحزب بجهة الشاوية-ورديغة بدعم ومساندة المعطي بن قدور، رئيس مجلس المستشارين وعضو المكتب التنفيذي للتجمع الوطني للأحرار لرئاسة مجلس جهة الشاوية-ورديغة الذي سيجري تشكيل مكتبه يوم غد الخميس. واستنادا إلى معطيات حصلت عليها «المساء» من مصادر مسؤولة، فإن مشاورات ماراطونية دامت حوالي سبع ساعات احتضنها المقر المركزي للحزب بالرباط بين مسؤولي الحزب بالشاوية مع محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، واستكمله فؤاد عالي الهمة، بعدما وجد الأمين العام للحزب صعوبات كبيرة في إقناع مسؤولي الحزب بجهة الشاوية-ورديغة بالتراجع عن ترشيح عبد الرحيم عثمون لمنصب الرئاسة. وكشفت قيادة الحزب، خلال هذا اللقاء، عن جزء من مخططها الرامي إلى إبعاد المعطي بن قدور عن رئاسة مجلس المستشارين مقابل ترشح حزب الأصالة للمهمة ذاتها، ويعتزم الحزب، حسب مصادر مطلعة، ترشيح محمد الشيخ بيد الله لتولي هذا المنصب، الشيء الذي جعل مسؤولي الحزب بجهة الشاوية-ورديغة يتراجعون قليلا إلي الوراء ويقررون الاستجابة للقرار الحزبي الداعم لترشيح المعطي بن قدور، عن حزب التجمع الوطني للأحرار لرئاسة الجهة، فيما وعدت قيادة الحزب عبد الرحيم عثمون، الرئيس السابق للجهة، بمكافأته قريبا. إلى ذلك نفى بن قدور في تصريح ل«المساء» أن يكون عقد صفقة سياسية مع حزب الأصالة والمعاصرة، لدعمه من أجل الظفر بمنصب رئيس جهة الشاوية ورديغة، مقابل دعمه لمحمد الشيخ بيد الله، لمنصب رئيس مجلس المستشارين، وقال بن قدور«لا وجود لمقايضة أو صفقة بيننا، فنحن نتحدث عن الجهة، ومجلس المستشارين، لم يكن ضمن الاتفاقية، أو التنسيق بيننا وبين حزب الأصالة والمعاصرة»، مشيرا إلى أن حزبه عقد اجتماعات ونسق مع أحزاب وزانة، سواء المحسوبة على الأغلبية الحكومية أو المعارضة، لذلك اتضحت لديه الخريطة السياسية في المنطقة، إذا ما سارت الأمور وفق ما اتفق بشأنه. وبات أمام المعطي بن قدور، الذي لم يحصل حزبه سوى على خمسة مقاعد، يومان فقط لإجراء باقي التحالفات الممكنة خصوصا أن المهدي عثمون، عن حزب الحركة الشعبية، يخوض معركة شرسة للدفاع عن حظوظه للوصول إلى رئاسة مجلس جهة الشاوية - ورديغة، حيث عقد اجتماعا مع بعض مستشاري الأحزاب الأخرى ونظم لقاء (عشاء) يوم الاثنين الماضي بنواحي مدينة خريبكة محاولا خلاله الحصول على ثقتهم لتولي مهمة تسيير الشأن الجهوي. وكان محمد الشيخ بيد الله قد فشل، الأحد المنصرم، في إقناع منتخبي الحزب بمجلس جهة الشاوية- ورديغة في دعم المعطي بنقدور. وأكدت مصادر مطلعة أن اجتماعا احتضنه منزل أحمد الشرقاوي، عضو المجلس الوطني للحزب وضم رؤساء الجماعات وبعض المنتخبين، حيث رفض هؤلاء مقترح مساندة المعطي بنقدور، ما دفع بقيادة حزب الأصالة بالجهة والأقاليم إلى اجتماع طارئ بالمقر المركزي للحزب بالرباط. وفي سياق متصل، كشف المصدر ذاته أن قيادة الأصالة والمعاصرة عقدت اتفاقا وطنيا مع منتخبي حزب الأحرار يقضي بأن يساند هذا الأخير حزب الأصالة بكل من الشمال وجهة مراكش، فيما يدعم حزب الأصالة مرشحي الأحرار لرئاسة جهات البيضاء وأكادير والشاوية.