للمرة الثانية على التوالي، أقدم عامل عمالة المضيق الفنيدق، عبد المجيد الحنكاري، على تأجيل انتخاب رئيس «مجموعة الجماعات» للشاطئ الأزرق بعمالة المضيق الفنيدق ومكتبها المسير، الذي كان مقررا اليوم، بعدما فشل حزب الأصالة والمعاصرة في ترتيب أوراقه بشكل يسمح له بترؤس المؤسسة المذكورة. ولم يجد المعنيون من تفسير لهذا القرار سوى القول «إن العامل الجديد شرع في تنفيذ مخطط أملته عليه شخصيات نافذة في البام غرضه محاربة طرف سياسي بالمنطقة». وبحسب مصادرنا، فإن عامل المضيق فاجأ أعضاء مجموعة الجماعات أول أمس، حين كلف معاونيه بإخبار المعنيين بأمر انتخاب رئيس ومكتب مجموعة الجماعات عبر الهاتف في وقت متأخر في ليل أول أمس، بتأجيل عقد جلسة الانتخاب إلى موعد لاحق. وأصيب أغلب الأعضاء ب»الذهول» وب»الكثير من الريبة» بحسب وصف مصادرنا، إذ كانت الكفة قد رجحت لصالح حزب التقدم والاشتراكية لتولي رئاسة هذه المؤسسة، إلا أن عامل الإقليم بتشاور مع معاونيه المقربين من البام، قرر إرجاء الانتخاب لكسب مزيد من الوقت لترتيب أغلبية لفائدة حزب الأصالة والمعاصرة. وأخبر رئيس قسم الجماعات المحلية الأعضاء بأن تعليمات أصدرها العامل تقتضي إرجاء انتخاب رئيس المؤسسة، دون أن يقدم أي تبرير لذلك. الحنكاري، القادم من الأملاك المخزنية، فهم أن تعيينه عاملا على عمالة المضيق الفنيدق بتدخل من لدن شخصيات نافذة في حزب البام، أمر يستحق رد الدين، وبحسب مصادرنا، فإن الحنكاري وجد في انتخاب رئيس مجموعة الجماعات ومكتبها المسير «مناسبة سانحة لرد المصعد». ووفق تفسيرات مصادرنا، فإن إلياس العماري لطالما عبر عن استيائه من العامل السابق على الإقليم، محمد اليعقوبي، بسبب عدم وقوفه إلى جنب حزب الأصالة والمعاصرة خلال تشكيل مكاتب الجماعات المحلية بكل من الفنيدق والمضيق. وكانت الفكرة أن يقذف باليعقوبي بعيدا ويحل مكانه شخص مقرب من شخصيات البام، فوقع الاختيار على عبد المجيد الحنكاري قريب إلياس العماري وابن قريته، إلا أن الخطة وإن كانت قد نجحت في شقها المتعلق باستبدال اليعقوبي بالحنكاري، فإنها فشلت في تمكين الحنكاري من السلطة المطلقة في عمالة المضيق الفنيدق. فقد فشل إلياس العماري في التخلص بشكل نهائي من اليعقوبي، وربما كان لهذا الأخير علاقات أكثر نفوذا من الأول، ولذلك وُجد مخرج لائق للطرفين، حيث أزيح اليعقوبي إلى ولاية تطوان عن طريق ترقيته إلى درجة وال، علما أن خطة مسبقة رسمت لمحاصرته بتطوان من قبل أعيان مجندين لخدمة حزب الأصالة والمعاصرة. وكان أول هجوم يتعرض له هنالك من قبل منعشين عقاريين كبار يعرفون كممولين مهمين لحزب البام ومقربيه. الخطة إذن، كانت بحدين: تضييق الخناق على اليعقوبي ومنح الحنكاري قدرة على التحكم في الوضع السياسي والعقاري. إلا أن هذه العملية باءت بدورها بفشل جزئي، يقول مصدر مسؤول من السلطة المحلية، وخير دليل على ذلك، بحسب المصادر ذاتها، أن المشاريع المهيكلة بالمنطقة لم تسلم صلاحيات تتبعها ومراقبتها إلى العامل الجديد، بل ظلت في يد العامل السابق. وقال مصدرنا «إن رغبة جامحة كانت تستولي على شخصيات ب»البام» من أجل التحكم في الوعاء العقاري المحاذي للشاطئ الأزرق، لكن جهات أخرى ربما فضلت أن لا يستقوي البام بعامله الجديد في هذا الاتجاه، فمنحت لوالي تطوان مهام التتبع والمراقبة، فوجد عامل المضيق نفسه غارقا في أعمال ورقية بمكتبه». الحنكاري، منذ تعيينه، وجه رسائل عنيفة إلى بعض خصوم البام التقليديين بعمالة المضيق الفنيدق، لكنه وضع اليوم أمام عينيه هدفا واحدا هو ضرب حزب التقدم والاشتراكية، سيما أنه القوة الصاعدة بالمنطقة، وقد نقل عنه مقرب منه قوله «سأقص تلك الأجنحة التي نبتت في غفلة عني» في تهديد غير مباشر إلى مناضلي حزب التقدم والاشتراكية.