عاد الفنان المغربي الكبير محمد الجم للتعامل مع المسرح حيث احيى من جديد المسرحية التي ألفها "ساعة مبروكة" وأخرجها عبد اللطيف الدشراوي،وهي تعد واحدة من اشهر مسرحياته بطابعها الاجتماعي العميق الذي قدمته فرقة المسرح الوطني،وتضم المسرحية نخبة من الممثلين المغاربة المرموقين وسط الساحة الفنية،أمثال محمد الجم،ونزهة الركراكي،وعزيز موهوب،وسعاد خويي،ومحمد خدي وفتيحة وتيلي ومحمد بن بار وهند شهبون.وتحكي المسرحية التي سبق وأن عرضت عام 1994 عن مجموعة مواضيع تمس المجتمع والتي مازلنا نعاني منها ولم تعالج بعد،الشيء الذي دفع الممثل محمد الجم الى اعادة طرحها من جديد والاشتغال عليها بصيغة جديدة واضفاء لمسة فنية جميلة. وهي نفس المسرحية التي افتتح بها مسرح "محمد السادس" بوجدة،كأول عرض مسرحي يتم عرضه به بعد أن أشرف على تدشينه جلالة الملك محمد السادس نصره الله يوم 25 يوليوز المنصرم.وقد حضر حفل افتتاح هذه المعلمة الثقافية،الذي نظمته وزارة الثقافة وولاية الجهة الشرقية بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة وعيد الاستقلال المجيد،على الخصوص والي الجهة محمد مهيدية،رفقة رؤساء المصالح الخارجية وكذا مختلف الفعاليات المحلية. وتابع جمهور أبو الفنون بعاصمة الجهة الشرقية،الذي حج بكثافة إلى قاعة العروض،فصول المسرحية التي سيعطي عرضها دفعة قوية للجمعيات والفرق المسرحية العاملة بالجهة الشرقية،والتي أثنت على هذه المبادرة الفنية المُحفزة على الاجتهاد والإبداع المسرحي،لولا بعض الأصوات النشاز التي سبق لها استغفال الجمهور الوجدي بعروض لا ترقى ولو للجزء الواحد بالمائة مما قدمته الفرقة الفنية المحترفة لمسرح محمد الخامس،كما أفاد الجريدة بذلك أحد قدماء الفنانين الوجديين المعروفين. فلا يعقل - يضيف نفس المصدر- أن يُفتتح الصرح الثقافي الكبير بعروض غير احترافية،كما لا يمكن أن يدشن أي مسرح بربوع وطننا الحبيب إلا بالفرقة الوطنية التي تمثل جميع الحساسيات الفنية الوطنية،والتي ذاع صيت أعمالها في الكثير من البلدان العربية والأجنبية.وأضاف،أنه أصبح يستوجب على وزارة الثقافة أن تحافظ على المستوى الفني المتميز لهذا المسرح،ولا تقبل بأن يعرض في هذا الصرح الفني غير العروض التي تستجيب ولو للحد الأدنى من المعايير الفنية المطلوبة في العروض المسرحية الاحترافية التي تشرف الفن المسرحي بالجهة الشرقية تي عرفت أسماء لامعة كانت لها بصمتها البارزة في تطوير أبي الفنون بالمغرب . ومن جهتها عبرت العديد من الفعاليات الفنية عن استغرابها لبعض الفنانين بين قوسين يعدون على رؤوس أصابع اليد الواحدة،ممن لا يعجبهم العجب ولو في غير شهر رجب،الذين دافعوا عن عرض مسرحياتهم عوض تحفة "ساعة مبروكة"،بالرغم من اقتناعهم بأن "أمسرح محمد السادس وإنما مكانها العمالهم" لا ترقى لعرضها بطبيعي هو دور الشباب أو المركز الثقافي البلدي. وعبر الفنان المغربي الكبير محمد الجم،في كلمة باسم فرقة المسرح الوطني،عقب انتهاء العرض المسرحي،عن اعتزازه بتقديم هذه المسرحية أمام الجمهور الوجدي في هذه المعلمة الثقافية التي تشرف وتليق بمدينة الألفية والجهة الشرقية بصفة عامة . وأضاف أن مدينة وجدة،بفضل هذا المسرح الكبير وما تتوفر عليه من بنيات تحتية هامة من بينها الطريق السيار إلى جانب الجمهور المحب للمسرح وللفن،أصبحت حاليا مؤهلة وقادرة على استقبال تظاهرات ثقافية كبرى وعروض مسرحية في المستوى.