على غرار السنوات الأخيرة الماضية، اتسمت سنة 2014 بالنسبة لوجدة، بمواصلة الجهود الرامية إلى تكريس الدور الريادي للمدينة كعاصمة للجهة الشرقية، ورافعة قوية للإقلاع التنموي ومحور جذب للاستثمارات بالمنطقة. فقد شكلت المنجزات الثقافية والصحية الكبرى التي رأت النور هذه السنة ، حدثا راسخا في ذاكرة ساكنة مدينة الألفية والجهة الشرقية بشكل عام، وذلك بالنظر إلى الحمولة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لهذه المشاريع على غرار برامج أخرى تنموية تعرفها المنطقة في شتى المجالات. وهذه المشاريع القطاعية بمختلف أنواعها وأبعادها، تشكل استمرارا للأوراش الكبرى المهيكلة والانجازات الهامة التي شهدتها المدينة وباقي أقاليم الجهة بصفة عامة، خاصة على مستوى النهضة العمرانية والشبكة الطرقية ومختلف التجهيزات والبنيات التحتية التي تم إنجازها خاصة في إطار المبادرة الملكية السامية لتنمية الجهة. ومن بين هذه المشاريع الكبرى التي ميزت أحداث هذه السنة، تدشين مسرح "محمد السادس" الذي شكل النواة الأولى لجيل من المسارح الكبرى ذات المواصفات الاحترافية العالية التي ستمكن من مواكبة الدينامية الثقافية والفنية بالجهة وكذا المساهمة في تعزيز بنيتها التحتية الثقافية وتطوير القطاع المسرحي بها. واعتبارا لحمولتها ومكانتها، حظيت هذه البنية الثقافية، التي دشنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في آواخر يوليوز المنصرم، بشرف أن يكون أول عرض مسرحي وطني يفتتح هذا الصرح الثقافي لفرقة المسرح الوطني بعنوان "ساعة مبروكة"، التي ألفها محمد الجم وأخرجها عبد اللطيف الدشراوي وشارك في تشخيصها ألمع النجوم الفنية والمسرحية بالمغرب. وتكتسي هذه المعلمة الثقافية والفنية، التي تتسع ل 1200 مقعد، أهمية بالغة باعتبارها تشكل فضاء ملائما لاحتضان الإبداع وأنشطة الفرق المسرحية الشابة، ومن ثم إعطاء دفعة قوية للحركية الفنية والمسرحية والثقافية بالجهة، وكذا تكريس إشعاعها الفني خاصة أنها أنجبت أسماء لامعة كانت لها بصمتها البارزة في تطوير أبي الفنون بالمغرب. وأكد المدير الجهوي لوزارة الثقافة بالجهة الشرقية، لحسن الشرفي، أن هذه البنية الثقافية المعمارية، التي تم بناؤها على مساحة إجمالية قدرها 6500 مترا مربعا (منها 4900 مغطاة)، تشكل قيمة مضافة للحقل الثقافي والمسرح على وجه الخصوص، وتعد التفاتة قوية للمثقف والفنان بالجهة الذي يجب أن يرتقي بإبداعه الفكري وعمله الفني ليكون في مستوى هذا الفضاء الذي كلف إنجازه غلافا ماليا يفوق 80 مليون درهم.