نظم المكتب المحلي للجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية بتنسيق مع المكتب الوطني للجمعية وبشراكة مع نيابة التعليم بالإقليم يوما دراسيا تحت عنوان "الشباب والتدين: الراهن والرهان" وذلك يوم الثلاثاء 05 جمادى الأولى 1431 الموافق ل 20 أبريل 2010 بمصلحة الشؤون التربوية التابعة لنيابة التعليم.وقد افتتحت الجلسة من قبل الأستاذ سعيد لعريض رئيس الفرع للجمعية بآسفي مرحبا بالحضور الكريم والمشاركين في اليوم الدراسي وعلى رأسهم السيد النائب الإقليمي حيث قدم له الشكر على دعمه لأنشطة الجمعية المتنوعة وأعطيت الكلمة للسيد النائب الإقليمي حيث عبر عن سروره لإنجاز هذا اليوم الدراسي الذي يأتي في صميم البرنامج الاستعجالي لإصلاح نظام التعليم. كما يصب في التصدي لتهديدات التنصير الذي يهدد استقرار أبناء المغاربة وأكد على حماية القيم وصيانتها لدى الناشئة. وعرف اليوم الدراسي حضورا متنوعا ومتميزا،إذ شارك إلى جانب أساتذة مادة التربية الإسلامية، فعاليات المجتمع المدني من فيدرالية أباء وأولياء التلاميذ بالإقليم،ورابطة مديري ومديرات التعليم الثانوي والإعدادي،وفيدرالية الجمعيات بالإقليم وهيئات حقوقية،وجمعيات تربوية إضافة إلى ذلك تمثيلية عن التلاميذ عن جميع المؤسسات بآسفي،تم بالمناسبة تكريم أحد أساتذة مادة التربية الإسلامية المحالين على التقاعد الذي قدمت له جوائز وهدايا قيمة من قبل الجمعية عربونا على خدماته وتضحياته الجسام في الميدان التربوي والتعليمي، وقدم الجوائز السيد النائب الإقليمي وكذا أعضاء من الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية.وبعدها مهد ذ. سعيد لعريض لمداخلات اليوم الدراسي بأهمية موضوع الندوة وخطورته،بحيث أكد في هذا الصدد على أن الموضوع أملته دواعي كثيرة ومنها ما هو موضوعي ومنها ما هو ذات: فأما الأول فيمكن فيما تعرفه الساحة الوطنية من تحد لخطورة التنصير والتبشير الذي يزعزع عقيدة الشباب المسلم، وذكر الأستاذ سعيد لعريض بقضية الأب الذي تفاجأ في ابنه الذي تم تنصيره بدون علمه في مؤسسة "جورج واشنطن" مما يعني أن هذه التيارات والهيئات والمؤسسات القائمة على التنصير والتشييع والتمييع وإفساد الأخلاق... تنشط بشكل كبير مستهدفة شبابنا المسلم، مستغلة الثالوث، الفقر، الجهل، المرض... أما الدواعي الذاتية فتتمثل في كون مادة التربية الإسلامية هي الوحيدة بين المواد الدراسية القادرة على التصدي لهذه التيارات الوافدة بما تحتويه على نظام الوحدات والموضوعات المقررة، ومن كفاءات السادة الأساتذة،ودعا الحضور كل من موقعه من أساتذة وممثلي الهيئات للمجتمع المدني إلى تحمل مسؤوليته التاريخية في التعاون ووضع استراتيجيات للعمل وتدابير وقائية لهذه التيارات الجارفة وأكد على ضرورة تنقية تدين الشباب بتقريب الإسلام إليهم وتحبيبه إلى نفوسهم، وبسط تعاليمه دون غلو ولا تفريط ودون الخروج على الأصول والثوابت، وهذا يتطلب حسب الأستاذ سعيد لعريض نفرة دعوية وتربوية تقدم الإسلام في أبهى صورته.وبعدها أعطيت الكلمة للمتدخل الأول في اليوم الدراسي الأستاذ رشيد جرموني وهو عضو المركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة، وكانت مداخلته في شقين:1- قراءة في كتاب الحالة الدينية بالمغرب إذ بسط التقرير هذه الحالة بإحصائيات فاجأت الحضور وقضت مضجعه، الشيء الذي حرك وعي الأساتذة لمزيد من العمل والحركية.2- الشق الثاني بموضوع اليوم الدراسي حيث عبر الأستاذ المحاضر عن تنامي الوعي الديني لدى فئة الشباب بشكل عام، وذكر بتحديات تستهدف الشباب المسلم وتضرب صميم تدينه فتحدث عن مظاهر العولمة ومخاطر التشييع والتنصير وسياسة المهرجانات الفارغة التي تتزامن مع الامتحانات إلى جانب تحديات أخرى من بينها وسائل الإعلام... وألمح الأستاذ في الأخير إلى ضرورة تضافر كافة الجهات المعنية بالموضوع وخاصة رجال التعليم والتربية على غرس القيم الدينية وفتح نقاش جدي حول كيفية حماية القيم وترسيخها لدى الشباب.وبعدها أعطيت الكلمة للدكتور حسن العلمي أستاذ الحديث والفكر الإسلامي بجامعة ابن طفيل حيث خصص مداخلته لأسس الفكر لبناء التدين، وافتتح مداخلته بقضية تحطيم القدوة الإسلامية من قبل الصهيونية وذلك بتشويه صورة رجالات الإسلام في مخيلة الشباب والنتيجة غياب القدوة لدى الشباب المسلم في المقابل استعرض أمثلة ونماذج لشخصيات إسلامية كمصعب بن عمير وخالد بن الوليد وأكد على ضرورة إحياء سير رجالات الإسلام والتعريف بهم لدى الشباب المسلم لإعادة الاعتبار للقدوة الإسلامية الحسنة، بعد ذلك تحدث عن بعض التحديات المعاصرة للتدين ومنها التحديات الخارجية والمتمثلة في الصهيونية ووسائلها المتمثلة في الفن والرياضة والإعلام والتحديات الداخلية ومنها أتباع العلمانية والمتأثرون بالفكر الغربي... وفي الأخير دعا الأستاذ إلى وجوب التصدي للتشيع والتنصير.وعرف اليوم الدراسي نقاشا هادفا اتفق الجميع بضرورة رسم خطة عملية للتصدي لذلك الخطر.