عقد المكتب الوطني للجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية يوم الاثنين 22 شعبان 1426 الموافق 26 شتنبر 2005 بالقنيطرة لقاء استثنائيا إثر توصله بوثيقة صادرة عن مديرية المناهج بقطاع التربية الوطنية التابع لوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، تهم المواد وحصصها الأسبوعية بمختلف مسالك الباكالوريا واختياراتها، تدارس خلاله ما ورد في الوثيقة من تراجع عن الكتاب الأبيض، وذلك بخصم ساعتين من السنة الأولى لمسلك الآداب والعلوم الإنسانية، وخصم ساعتين من اختيار الآداب بالسنة الثانية، وخصم ساعة من جميع المسالك العلمية والتقنية، وتدريس المادة في ساعتين مرة كل أسبوعين. وبعد تدارس هذه الوضعية يعلن المجتمعون ما يلي: يعبر المكتب عن صدمته من هذا القرار المفاجئ الذي جاء اعتداء سافرا وتجاوزا غير مفهوم لمقاصد لميثاق التربية والتكوين، الذي أكد أن نظام التربية والتكوين للمملكة المغربية يهتدي بمبادئ العقيدة الإسلامية وقيمها الرامية لتكوين المواطن المتصف بالاستقامة والصلاح، والمتسم بالاعتدال والتسامح، وانقلابا وتعطيلا وتجاهلا لعمل وطني توافقي تجسد في الكتاب الأبيض، الذي كان نتاج حوار واسع، وإبطالا لأعمال لجان وأوقات وأموال استهلكت. يعتبر المكتب هذه الإجراءات انحرافا واضحا عن التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله والقاضية بإعطاء التربية الإسلامية المكانة اللائقة بها في تحصين أبنائنا من كل انحراف أو تطرف أو فهم سيء للدين، في زمن تزداد فيه رغبة التلاميذ إلى إشباع حاجاتهم الفطرية للتدين، وتزداد معها هجمة الميوعة والتنصير والعلمنة على بلادنا. يعتبر المكتب هذه الإجراءات إخلافا للوعد الذي قطعه السيد الوزير في جوابه بقبة البرلمان على مسمع ومرأى من الشعب المغربي بخصوص سؤال شفوي يهم الموضوع، وما ذكره أيضا يوم 5 يوليوز 2005 أمام أعضاء لجنة القطاعات الاجتماعية. يطالب المكتب المسؤولين عن مثل هذه التوجهات بالوزارة بإعادة قراءة الخطاب الملكي السامي بخصوص موقع ومكانة التربية الإسلامية، والذي ألقاه بمناسبة تنصيب المجلس العلمي الأعلى والمجالس الإقليمية العلمية، حيث أكد أن التربية الإسلامية ركن أساس فقال: «نصدر تعليماتنا لحكومتنا، قصد اتخاذ التدابير اللازمة، بأناة وتبصر، لعقلنة وتحديث وتوحيد التربية الإسلامية، والتكوين المتين في العلوم الإسلامية كلها، في نطاق مدرسة وطنية موحدة». فهلا يكون تقليص حصص التربية الإسلامية والتباعد الزمني بين حصصها لدى وزارة التربية الوطنية ترجمة مقلوبة لما اعتبره جلالته الركن الأساس وتدبيرا متبصرا للتكوين المتين الذي دعا إليه جلالته في العلوم الإسلامية؟ يعتبر المكتب هذه الإجراءات ردة عما تحقق للمادة من مكاسب منذ أكثر من عقد من الزمان، حيث عاود الوزارة حنين إلى تدريس المادة مرة كل أسبوعين، ومجافاة صارخة لإلحاحات السادة الأساتذة المتكررة عبر المجالس التعليمية بضرورة رفع حصص المادة، كما يعتبر الاقتصار على ثلاث مواد في الامتحان الجهوي تبييتا لإقصاء مادة التربية الإسلامية من هذا الامتحان كما هي مستبعدة الآن من الامتحان الوطني. يدعو المكتب الوطني للجمعية وزارة التربية الوطنية إلى التراجع عن هذه الخطوة الخطيرة والكف عن نهج سياسة التهميش والإضعاف تجاه مادة التربية الإسلامية التي تضطلع بالدور الأساس داخل منظومتنا التربوية في الحفاظ على هويتنا ومقوماتنا الحضارية وتحقيق التنمية البشرية في بعدها الثقافي والتربوي الأصيل. ويدعو المكتب كافة الغيورين في هذا البلد وجميع هيآت المجتمع وفعالياته وعلمائه إلى الحذر واليقظة وتحمل مسؤولياتهم في الدفاع عما تبقى في تعليمنا من حصون الأصالة المغربية.