كشف مصدر مطلع أنه تم إعداد مشروع من داخل وزارة التربية الوطنية يقضي بحذف التربية الإسلامية نهائيا من السنة الثانية بكالوريا في مسلك العلوم التجريبية، وأضاف المصدر ذاته أن ذلك جاء في وثيقة وزعت على أعضاء اللجنة الدائمة للبرامج والتي ستعقد في الأيام المقبلة اجتماعا لمدارسة هذا المشروع. وأكد المصدر نفسه أن المشروع تضمن أيضا حذف حصتين من حصص التربية الإسلامية في مسلك الآداب علما بأن المادة مميزة مثل الفلسفة والاجتماعيات واللغات، وتدريسها في مسلك الهندسة الكهربائية والهندسة الميكانيكية ومسلك الفنون التطبيقية مرة واحدة كل أسبوعين، واعتبر أحد المتتبعين أن المشروع المقدم يفتقد لأي مبرر تربوي ويدخل في نطاق الحسابات الإديولوجية الضيقة. وأضاف المتحدث نفسه أنه لايتوقع من اللجنة الدائمة أن تصادق على هذه المقترحات لافتقادها للمبررات التربوية ولما تشكله من تراجع صارخ عن مقتضيات الكتاب الأبيض والذي تم احترامه في جل المواد الدراسية الأخرى. وأكد أن مديرية المناهج تدعي أن هذه الاقتراحات هي خلاصات مشاورات مع المفتشين في الأكاديمات الجهويين، في حين أن هذه المقترحات لقيت استغرابا لدى الفئات نفسها اعتبار للحالة الاستعجالية التي تم فيها تدارس مشروع الوزارة بالأكاديميات الجهوية والذي لم يستغرق إلا نصف يوم. ومن جهته اعتبر عبد الكريم الهويشري، رئيس المكتب الوطني للجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية، أن هذا العمل يؤسس لنوع من التطرف الجديد الذي لا تجهل أهدافه والخلفيات التي وراءه ووصف الهويشري موضوع تقليص حصص مادة التربية الإسلامية أو حذفها بالانقلاب الخطير، مضيفا أن الأمر جاء ضدا على الكتاب الأبيض وعلى ميثاق التربية والتكوين وعلى التوجيهات الملكية السامية التي أعطت للتربية الإسلامية مكانة لائقة. وأوضح الهويشري أن التربية الإسلامية ليست مادة دراسية فحسب بل تعتبر حصنا منيعا من التطرف الذي أصبح هاجسا ومن الانحراف الذي أصبح يهدد المؤسسات التعليمية ومن الحملات التنصيرية التي أصبحت تتحدث عنها وسائل الإعلام. وتأسف عن كون عملية حذف مادة التربية الإسلامية يحاول أن يشرك فيها مجموعة من الفاعلين من اللجنة الدائمة بشكل غير واضح.ودعا رئيس المكتب الوطني للجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية المسؤولين إلى التعجيل بمراجعة هذا الأمر خاصة أن دفاتر التحملات للسلك الثانوي أنها ستكون في هذه الأيام القريبة. وقد أصدر النسيج العلمي والتربوي الوطني لمتابعة ملف التربية الإسلامية في مناهج التعليم بيانا في الموضوع توصلت التجديد بنسخة منه(انظر نص البيان )، عبر فيه عن استغرابه من من مقترح مديرية المناهج بوزارة التربية الوطنية يقضي بالتقليص من حصص التربية الإسلامية بشعب قطب الآداب ، وحذفها من الشعب العلمية وتقليص حضورها في الشعب التقنية.ودعا النسيج إلى تفعيل مقتضيات الكتاب الأبيض كوثيقة مرجعية يفخر بها المغرب في بناء البرامج والمناهج. وطالب البيان بالإشراك الوازن للعلماء والمتخصصين في كل الأوراش المتعلقة بمناهج التعليم سواء تعلق الأمر بالكتاب المدرسي أو مرصد القيم أو مراجعة البرامج والمناهج وعدم الاقتصار على التمثيل الرمزي.وأعلن النسيج العلمي استعداده لطرق الأبواب الحريصة على حماية هوية بلدنا وأصالته للمحافظة على الإشعاع العلمي والتربوي لمناهجنا التعليمية المرسخة للقيم الإسلامية والإنسانية المنفتحة والمعززة لنسيجنا الحضاري المغربي المتميز. وأوضح البيان أن النسيج يتابع متابعة دقيقة للتطورات الحاصلة في ملف التربية الإسلامية بصفة خاصة لما لهذه المادة من خصوصيات في الظرف الراهن. يذكر أن النسيج يضم الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية وكونفدرالية جمعيات الآباء والأولياء للتعليم الابتدائي والثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي ومجموعة من العلماء وأطر التدريس والجمعيات. خديجة عليموسى