نظمت مؤسسة «مدارس المدينة» للتعليم الخصوصي بالبيضاء أياما دراسية في الفترة ما بين 14 و17 مارس 2002 حول موضوع البكالوريا الدولية، بمشاركة مسؤولين عن منظمة البكالوريا الدولية الكائن مقرها بمدينة جنيف بسويسرا، وهي منظمة دولية غير حكومية تنتمي إليها عدة دول دون المغرب. وقد أثارت هذه الأيام الدراسية جدلا، خصوصا بعد إصدار وزارة التربية الوطنية بلاغا تعلن فيه أن «المؤسسة المنظمة لهذه التظاهرة لا تتوفر على الترخيص القانوني لتلقين هذا النوع من التعليم (برامج البكالوريا الدولية)، وأنها ملزمة بتطبيق البرامج الوطنية المعمول بها في التعليم العمومي استنادا لمقتضيات القانون المنظم للتعليم المدرسي الخصوصي». وقد جاء رد مؤسسة «مدارس المدينة» في ندوة صحفية نظمتها يوم الثلاثاء 19 مارس 2002، حيث جاء على لسان مديرها الأستاذ عبد الرحمان لحلو أن وزارة التربية الوطنية في بلاغها مزجت بين الاعتراف بالبكالوريا الدولية وتدريس برامج منظمة البكالوريا الدولية من جهة وبين تنظيم أيام دراسية من طرف مدارس المدينة حول البكالوريا الدولية..» ووصف رد مدير مدارس المدينة بلاغ وزارة التربية الوطنية بأنه تضمن معلومات خاطئة، وألحق ضررا بالغا بالمؤسسة لأنها لا تدرس بعد برنامج البكالوريا الدولية، ولا تخالف القانون بتبنيها لبرنامج السلك الأول ثانوي (p.p.c.s) الذي لا يخالف البرنامج الوطني ولا يغيره، وأضاف أنه تم إخبار الوزارة بذلك، وأنها ببلاغها أساءت إلى مدارس المدينة حيث شككت في وفائها للتوجيهات الوطنية. واعتبر مدير مدارس المدينة أن فتح مؤسسته فضاءها لاستقبال تظاهرة دولية تنظمها منظمة البكالوريا الدولية يعد بادرة تمكن من مد الجسور بين مختلف الثقافات، وتمكن كذلك من توطيد التفاهم المتبادل بين مختلف الشعوب. كما أن الورشات التي تضمنتها الأيام الدراسية يضيف رد مدارس المدينة مكنت رجال تعليم مغاربة ينتمون لتسع مدارس وطنية من عدة أنحاء بالمغرب من الاحتكاك بمربين من الخارج وتبادل الآراء وتلاقح التجارب بينهم. وكانت مدارس المدينة على هامش أيامها الدراسية نظمت ندوة حول «تصور التربية الدولية» حضرها أساتذة ومفتشون وأعضاء من اللجنة الملكية الخاصة للتربية والتكوين وفعاليات من المجتمع المدني، كما أن وزارة التربية الوطنية أيضا كانت مدعوة إلى هذه الندوة للإسهام بمحاضرة في موضوع التعاون الدولي في ميدان التربية، غير أن الوزارة رفضت الحضور. يذكر أن «مدارس المدينة» أصبحت عضوا في برنامج السلك الأول ثانوي (p.p.c.s) أحد برامج منظمة البكالوريا الدولية في يونيه سنة 2000، وأخبرت وزارة التربية الوطنية بإدراج هذا البرنامج في برامجها بتاريخ 14 يونيه 2000، وطالبت أيضا بالترخيص لها بتطبيق برنامج شهادة البكالوريا الدولية، وأخبرت من طرف الوزارة بأن الملف ما يزال قيد الدرس. وعلى صعيد آخر أكد مدير مدارس المدينة أن مؤسسته انخرطت في منظمة البكالوريا الدولية من أجل «تربية دولية حقة تجعل من الهوية الوطنية نقطة الانطلاق للانفتاح على تربية لا تمس لا بقيمنا التربوية ولا بالبرنامج الوطني»، وأيضا لطرح بديل فعال عن بعض البرامج الأجنبية التي تختلف في الكثير من جوانبها مع التوجهات الوطنية.