العديد من تلاميذ وتلميذات السنة الثانية بكالوريا بمجموع الثانويات التأهيلية البيضاوية، سواء العمومية منها أو الخصوصية في هذه الفترة من الموسم الدراسي، منشغلون بمستقبلهم الدراسي بعد أن يحصلوا على شهادة البكالوريا في نهاية الموسم الحالي ، علما بأن فئة جد مهمة منهم تمني النفس بالالتحاق بأحد المعاهد العليا القريبة من سوق الشغل أو لإمكانية إتمام الدراسة والتخصص خارج الوطن عن طريق هذه المؤسسات العليا. لكن التلميذ لوحده ، وفي فترة الاستعداد للامتحان الوطني، زيادة على وضعه الاجتماعي الذي يحد من إمكانية البحث والتقصي عن المعاهد العليا ، سواء كانت عمومية أو خصوصية التي تلائم قدراته العلمية وشروط الولوج إلى أقسامها، فتُترك هذه العملية إلى ما بعد الحصول على شهادة البكالوريا، وهوما يفوت عليه وعلى أمثاله فرصا عديدة ، لأن مقاعد غالبية تلك المعاهد جد محدودة ! هنا يبرز دور مصلحة التوجيه الموجودة بكل نيابة ودور الموجه الذي يزور الثانويات التأهيلية خلال مراحل من السنة الدراسية ويكثف منها في هذه الفترة بالذات، حاملا معه مجموعة من الأوراق تتضمن أسماء وعناوين الجامعات المغربية وتخصصاتها ومعاهد عليا خصوصية وشروطها ، تعمل على توجيه التلميذ توجيها سليما كل حسب مؤهلاته وقدراته ومكتسباته العلمية. وخلال السنين الاخيرة أصبحت أطر التوجيه تنظم ملتقيات التوجيه المدرسي والمهني والجامعي وتكون على شكل معارض تقام في أماكن خاصة أو داخل فضاء بعض المؤسسات التعليمية تجمع ممثلي المعاهد والكليات العمومية والخصوصية التي تقدم للتلميذ البيانات والشروحات والآفاق المستقبلية. وفي هذا السياق نظمت مصلحة التوجيه بنيابة عين الشق بشراكة مع إدارة الثانوية التأهيلية ابن زيدون، ملتقى التوجيه المدرسي والمهني والجامعي الخامس، تحت شعار« إعلام جيد من أجل توجيه أفضل» يومي 8 و9 أبريل بفضاء نفس الثانوية، شارك فيه ما يقارب 30 مؤسسة عليا ،5 منها تابعة لجامعة الحسن الثاني وجامعة المحمدية، واحدة نصف عمومية وباقي المؤسسات المشاركة كلها خصوصية، بالاضافة إلى التكوين المهني مركز شارع الناظور. نظم هذا الملتقى على شكل معرض حيث لكل مؤسسة رواق خاص بها به مجموعة من المسؤولين عن المؤسسة قدموا جميع الشروحات والبيانات حول طريقة استقبال التلاميذ وعن الشُعب المقبولة بها وشروط الولوج إليها. شاركت في الملتقى جميع الثانويات التأهيلية التابعة لنيابة عين الشق العمومية منها والخصوصية بالاضافة إلى بعض المؤسسات التعليمية التابعة لنيابتي بن امسيك والفداء مرس السلطان . كما تضمن الملتقى عرضين، الأول حول كيفية بلورة مشروع التلميذ الشخصي، ثانيا (شهادة التقني العالي) من تقديم أطر التوجيه بنفس النيابة. وحول هذا اللقاء أكدت مفتشة التعليم بالمنطقة لمادة اللغة العربية، أن «تنظيم هذه الملتقيات من حيث المبدأ أصبح ضروريا، خصوصا وأنها أصبحت تحظى بامتياز التنوع، فجميع الشعب متوفرة وجميع التخصصات أصبحت ممكنة، وكل ذلك من أجل المساعدة لاتخاذ القرارات المناسبة، فهي تفتح الجسور بين المؤسسات التعليمية والمعاهد العليا سواء كانت عمومية أو خصوصية، فالاستعانة بجميع المكونات صار ضروريا لأن التوجيه لا يتم في ليلة واحدة». وأكدت مفتشة العربية أن «عددا كبيرا من الآباء وأولياء الأمور يرغمون أولادهم على التسجيل في بعض الشعب والتخصصات رغم أن مؤهلات أبنائهم لا تتماشى ولا تتوافق مع ذلك الاختيار، فقط لأن الأب يريد إما التباهي بابنه بين العائلة والجيران أو الاصدقاء، فيفشل التلميذ في ذلك، لأنه ليس اختياره ويصبح عرضة للإقصاء والعطالة . لهذا عدد كبير من التلاميذ يهجرون ، تحت هذا الضغط، الشعب الأدبية ويُرغمون ذويهم على الالتحاق بالشعب العلمية فيكون الإخفاق حليفهم» . كريمة منير تلميذة بنفس الثانوية المنظمة وعضوة في لجنة التنظيم، أكدت أن مثل هذه اللقاءات تفتح آفاقا كبيرة للزوار/ التلاميذ. وأن جميع التلاميذ والتلميذات اهتموا بالموضوع ودخلوا في مناقشات واستفسارات مع أصحاب الأروقة ، وذلك من خلال الاسئلة التي تطرح من قبلهم على المسؤولين، مضيفة أن العديد من التلاميذ سيضاعفون مجهوداتهم فيما تبقى من الدراسة للحصول على معدلات تخول لهم الالتحاق بالمعهد أو المؤسسة التي يطمحون في إتمام الدراسة الجامعية بها، خصوصا وأنهم يرون أن الشغل عبر هذه المؤسسات أكثر ضمانة ، وهذا هو هم الجميع . مدير الثانوية التأهيلية ابن زيدون أكد أهمية هذه الملتقيات التي تنير الطريق لكل طالب حصل على البكالوريا، ومن أجل ذلك تظافرت الجهود بين جميع مكونات الثانوية لإنجاح هذا الملتقى الخامس ليس من ناحية الكم فقط، بل المضمون الذي يهمنا ويهم أبناءنا، وقد تعمدنا هذه السنة إشراك التلاميذ في كل شيء، وعقدنا اجتماعات مسبقة وكونا لجنا كلها من التلاميذ تحت إشراف بعض الاطر في التوجيه أو الادارية...». أطر التوجيه أكدوا في لقائهم مع الجريدة أن العديد من المعاهد الخصوصية المشاركة في هذا اللقاء أبدت استعدادها لاستقبال عدد من التلاميذ قد يصل إلى العشرة واحتضانهم إلى أن يتخرجوا دون مقابل مادي، شريطة أن يكونوا من المتفوقين الأوائل ومن وسط عائلي ضعيف لا يستطيع من خلاله هذا التلميذ أو التلميذة ولوج مثل هذه المعاهد.