احتشد عشرات الآلاف على مشارف بيروت، اليوم الأحد، لتشييع الأمين العام الراحل لجماعة "حزب الله" اللبنانية، حسن نصر الله، بعد مضي ما يقرب من خمسة أشهر على استشهاده في غارة جوية إسرائيلية، في ضربة قوية للجماعة المدعومة من إيران. وكان اغتيال نصر الله، الذي قاد الجماعة الشيعية عبر عقود من الصراع مع إسرائيل وأشرف على تحولها إلى قوة عسكرية ذات نفوذ إقليمي، من بين الضربات العنيفة الأولى خلال تصعيد إسرائيلي أضعف الجماعة بشدة.
وتجمع أنصار "حزب الله"، وهم يحملون صور نصر الله ورايات الجماعة، في ملعب بالضاحية الجنوبية التي يسيطر عليها "حزب الله" في بيروت، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد، للمشاركة في الجنازة الشعبية الحاشدة لنصر الله وغيره من قادة الجماعة الذين تم اغتيالهم. وامتلأ ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية، الذي يضم 55 ألف مقعد، بالكامل تقريبًا قبل ساعات من بدء مراسم الجنازة. ومن المتوقع أن يحضر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ووفد عراقي يضم ساسة من الشيعة وقادة فصائل مسلحة، ووفد من جماعة الحوثي اليمنية. وتهدف الجنازة الشعبية إلى إظهار القوة بعد أن خرج "حزب الله" ضعيفًا من حرب العام الماضي مع إسرائيل، والتي استشهد فيها معظم قياداته وآلاف المقاتلين، وأحدثت دمارًا كبيرًا في جنوبلبنان. ( رَبَّنَآ ءَاتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ 0لْعَذَابِ وَ0لْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرا ) اللهم أدم عليهم أحزانهم .. #حسن_نصرالله#صفي_الدين pic.twitter.com/UVyWGJs9As — PIC | صور من التاريخ (@inpic0) February 23, 2025 وزاد الأمر سوءًا بعد الإطاحة برأس النظام السوري المخلوع بشار الأسد، حليف الجماعة، ما أدى إلى قطع طريق إمداد رئيسي. وقال حسن نصر الدين، وهو لبناني توجه من الجنوب للمشاركة في تشييع الجنازة: "يمكن خسرنا خسارة كبيرة كرجل، بس ما خسرنا قيمة المقاومة، كون المقاومة متشبثة بالأرض". كما يشيع "حزب الله" اليوم هاشم صفي الدين، الذي قاد الجماعة لمدة أسبوع بعد اغتيال نصر الله. واستشهد صفي الدين في غارة إسرائيلية قبل إعلان أنه خليفة نصر الله. تحليق سرب من الطيران الحربي الإسرائيلي على ارتفاع منخفض جداً، بالتزامن مع استمرار مراسم تشييع الشهيدين السيدين حسن #نصرالله وهاشم #صفي_الدين في بيروت، حيث هتف المشاركون بصوت واحد: لبيك يا نصرالله. #السيد_حسن_نصرالله #السيد_الأمة #شهيد_الأمة pic.twitter.com/Vnd2JdAqqA — ابو جهاد الشطبي ✪ (@jhad_alsht91331) February 23, 2025 وبعد وفاته، دُفن نصر الله بصورة مؤقتة بجوار ابنه هادي، الذي استشهد وهو يقاتل في صفوف "حزب الله" عام 1997. ولم يتحدد موعد إقامة جنازته الرسمية حينها، لإعطاء القوات الإسرائيلية الوقت اللازم للانسحاب من جنوبلبنان بموجب شروط وقف إطلاق النار الذي دعمته الولاياتالمتحدة وأنهى الحرب. وعلى الرغم من انسحاب إسرائيل إلى حد كبير من الجنوب، فإن قواتها لا تزال تسيطر على خمسة مواقع على قمم تلال في المنطقة. ونفذت إسرائيل غارات جوية على جنوبلبنان، اليوم الأحد، قائلة إنها رصدت نشاطًا ل "حزب الله". وتصاعد الصراع بعد أن بدأ "حزب الله" إطلاق النار على إسرائيل دعمًا لحليفته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في بداية الحرب على غزة في أكتوبر 2023.