"إلا مقتلتناش كورونا.. غادي يقتلنا الغبار الأسود"، هكذا علق أحد سكان مدينة القنيطرة بعد عودة انتشار الغبار الأسود، منذ أيام بسماء المدينة وانتشاره على أسطح المباني وفي الشوارع والأزقة. ويستيقظ سكان المدينة كل صباح، على وقع انتشار الغبار الأسود بأسطح المباني ونوافذ المنازل، بالإضافة إلى تلوث الهواء، حيث وجد العديد من الأطفال والنساء، خصوصا الذين يعانون من أمراض مزمنة صعوبة في التنفس واستنشاق الهواء ، ما أغرق عيادات الأمراض التنفسية بالمرضى. وحوَّل "الغبار الأسود" في السنوات الأخيرة حياة ساكنة مدينة القنيطرة إلى جحيم لا يُطاق، بسبب التلوث الناجم عن مخلفات المصانع التي يبدو أنها تشتغل خارجَ أيّ رقابة. وحسب شهادات الساكنة، انتشرت منذ أيام طبقة رقيقة من غبار أسود عبارة عن "شظايا" على زجاج نوافذ منازلهم وفوق أسطحها، أصبح معها البعض يفر من المدينة طوال النهار لعدم استنشاق الهواء الملوث، مطالبين السلطات المحلية ومسؤولي المجلس البلدي أن يتحملوا مسؤوليتهم في وضع حد لظاهرة الغبار الأسود التي أضحت مقلقة لجميع سكان مدينة القنطيرة، خاصة أنّ هذا التلوث الهوائي الخطير ينتشر بسرعة كبيرة ويصل حتى إلى ضواحي المدينة. أصابع الاتهام تشير إلى أن مصدر الغبار الذي يهدد صحة وسلامة المواطنين القاطنين بمدينة القنيطرة يرجع إلى المركّب الحراري للكهرباء الواقع على ضفّة وادي سبو، ورغم تشكيل لجن للحد من هذا الغبار، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل للحد من هذه الظاهرة البيئية التي تسبب في أمراض مزمنة لساكنة المدينة.