كما قاموا بإطلاق حملة "تخنقت" للاحتجاج على هذا الوضع الذي يهدد صحة سكان مدينة القنطيرة. وفي ظل استمرار انتشار هيمنة الغبار الأسود فوق سماء المدينة، بادرت السلطات المختصة، إلى إحداث لجنة تقنية، تشرف عليها الجماعة الحضرية للمدينة، وتضم ممثلين عن جميع القطاعات والمصالح المعنية. وقامت اللجنة بزيارة عدد من الوحدات الصناعية بهدف جمع المعطيات الضرورية الكفيلة بتحديد مصدر التلوث، من دون أن تنجح في الوصول إلى النتائج المتوخاة. كما طالبت بعض الوحدات الصناعية بضمان ملائمة نفاياتها للمعايير المعتمدة في دفاتر التحملات الخاصة بتأثيراتها على البيئة. وركزت اللجنة التقنية جهودها بعد ذلك على بعض البؤر المتخصصة في إحراق الإطارات المطاطية بشكل غير قانوني من أجل استخراج خيوط الحديد منها. كما قامت في هذا الصدد بجولات تفتيشية عبر عدد من النقاط بالمدينة حيث وقفت على عدد من هذه الأفران غير القانونية التي تقوم بإحراق الإطارات في الهواء الطلق، وبادرت إلى تحسيس المسؤولين عن هذه العمليات بمخاطرها وعدم ملائمتها للنصوص والتشريعات القانونية الخاصة بالبيئة. غير أنه بالرغم من الإجراءات والتدابير التي تم اتخاذها من أجل وقف وإغلاق هذه الأفران، فقد لوحظ استمرار ظاهرة الغبار الاسود الذي ظل يخيم فوق سماء المدينة، مما دفع اللجنة التقنية إلى الاستعانة بمختبر متخصص للقيام بتحاليل لهذا الغبار. وفي هذا الصد قالت رئيسة مصلحة البيئة بالجماعة الحضرية للقنيطرة، السيدة خديجة أحيون في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أنه تم أمس الاثنين إرسال عينة من هذا الغبار إلى مختبر متخصص تابع لمصالح الدرك الملكي من أجل تحليله في أفق الوقوف والتأكد من مصدر انبعاث. وكان سكان بعض أحياء المدينة، قد لاحظوا في بداية الأمر انتشار طبقة رقيقة من الغبار الأسود على زجاج نوافذهم وفوق أسطح بيوتهم من دون أن يولوا اهتماما كبيرا للأمر، حيث اعتقدوا في البداية أن الأمر يتعلق بظاهرة عابرة ستزول مع مرور الوقت. غير أنه ومع مرور الأيام، بدأ حجم الغبار في التزايد مما أضحى يشكل مصدر قلق متزايد بالنسبة للقنيطرييين. وسعى المجتمع المدني بالمدينة وخاصة جمعية الغرب للمحافظة على البيئة إلى التحرك إزاء هذه الوضعية من خلال تعميم عريضة عبر شبكة الانترنت وشريط فيديو يدعو السكان إلى ارتداء أقنعة طبية من أجل حمل المسؤولين على البحث سريعا عن مصدر هذا التلوث ، الذي قد يكون مصدر ضرر لصحة السكان ولاسيما منهم الأشخاص الذي يعانون من أمراض في الجهاز التنفسي. وأشار السيد المعطي المداني الفاعل بالجمعية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن الغبار الأسود بدأ يخيم على سماء القنيطرة منذ أزيد من ثلاث سنوات.