يعيش حزب ‘التقدم والاشتراكية' غلياناً كبيراً على اثر الزلزال السياسي الذي تمخض عن خطاب المٓلك حول فقدانه للثقة في بعض السياسيين وتوجيهه لقصف قوي وغير مسبوق لبعض وزراء الحكومة بينهم وزراء حزب الكتاب. قيادات بحزب التقدم والاشتراكية، وفِي مبادرة منهم لانقاذ حزب علي يعتة، طالبو ‘نبيل بنعبد الله' لتقديم استقالته بعدما قاده للانهيار التام، سياسياً وايديولوجياً ليحوله من حزب يملك فريقاً قوياً بالبرلمان الى حزب مجهري لم يستطع الحصول على العتبة تشكيل فريق برلماني، ولغرض إستوزاره قاد بنعبد الله الحزب الشيوعي الى الانتحار ايديولوجياً ليحوله الى ملحقة لحزب ‘العدالة والتنمية' الاسلامي. مصادر مطلعة أفادت لموقع Rue20.com أن ‘نبيل بنعبد الله' يتواجد على رأس الوزراء المهددين بالاعفاء على خلفية التحقيق الذي أمر به المٓلك والذي سيعلن عن تنفيذ ما جاء به من ربط المسؤولية بالمحاسبة قبل 20 غشت الجاري. ويضيف مصدرنا أن نبيل بنعبد الله أخبر رفاقه باستعداده تقديم استقالته من قيادة الحزب، لكن لم يحن بعد الوقت المناسب لإعلانها حيث من المرجح أن يعقد ندوة صحافية خلال الأيام القليلة المقبلة لتقديم استقالته من الحزب من قيادة الحزب ليستمر مسلسل استقالة حول الاحزاب بعد كل من الياس العماري و تنحي حميد شباطً طوعاً عن التقدم للتنافس مع نزار بركة لخلافة نفسه. وكانت قيادات بحزب الكتاب قد دعت مناضلي ومنتسبي الحزب الى ‘استرجاع الحزب وتملك المؤسسات السياسية الحزبية والدود عن استقلاليتها ووضوحها الفكري والسياسي، وتطهيرها من الفساد والوصولية والانتهازية'. وقال بيان للأعضاء الأربعة باللجنة المركزية لحزب ‘الكتاب' والذي توصل موقع Rue20.Com بنسخة منه، على اثر النتائج الكارثية التي حصل عليها الحزب في انتخابات ال7 من أكتوبر الجاري، أن ‘الحزب بقيادته الحالية يعيش انهياراً مأساوياً لمشروعه الوطني الديمقراطي'. و وجَهَت القيادات الأربعة، نداءاً لمناضلي حزب ‘الكتاب' للوقوف وقفة تأمل بعدما ‘شكلت انتخابات 7 أكتوبر 2016 محطة تاريخية هامة في مسلسل البناء الديمقراطي الذي يعرف حالة جزر وتراجع خطيرين ناتجين عن انهيار مأساوي للمشروع الوطني الديمقراطي من خلال القوى التاريخية الحاملة له، مقابل مد غير طبيعي لقوى سياسية تتقاطع موضوعيا – رغم اختلافاتها الشكلية- في إعادة بناء نظام حكم تسلطي واستبدادي بنفحة دينية أو مدنية'. واعتبر نص البيان، أن ‘واقع الانحراف السياسي والفكري لقوى الحركة الوطنية وفي مقدمتها حزب التقدم والاشتراكية جعل هذا الأخير يعيش انتكاسة انتخابية تعكس عمق الأزمة البنيوية المركبة التي تنخره من الداخل'. و وصف بيان القيادات الأربعة، أن ‘الأزمة تكمن أساسا في طبيعة قيادتة التي أفرغته، وبشكل ممنهج، من محتواه الفكري والسياسي وهويته التقدمية والاشتراكية ومن مبادئه ومنظومة قيمه وأخلاقه، ووضعت قطيعة مع تاريخه النضالي والكفاحي، وتخلت عن مشروعه الوطني و الديمقرطي وانسلخت عن مضمونه الطبقي والاجتماعي، لتطلق العنان لمصالحها الانتهازية والوصولية المغلفة ب'المصلحة العليا للوطن' جاعلة من حزب التقدم والاشتراكية إماعة وأداة ذيلية لمشروع نكوصي استبدادي بوجهيه المعاديين والنقيضين للمشروع اليساري التقدمي الذي تبلور تاريخيا داخل مدرسة حزب التقدم و الإشتراكية'. و هاجم القياديون بحزب ‘التقدم والاشتراكية' ما أسموه ‘انتهازية' بنعبد الله و وصوليته التي دفت به الى ‘بيع الحزب للأصوليين' في اشارة لحزب ‘العدالة والتنمية' الذي أصبح مُلازماً له ومدافعاً شرساً عنه وعن مشروعه الاخواني. واعتبر بيان القيادات ‘أن مهام دمقرطة النظام السياسي المغربي مهمة تاريخية شاقة مازالت وستبقى ملقاة على عاتق القوى الديمقراطية السياسية والنقابية والحقوقية والمدنية الحقة المستقلة والمنصهرة في نضالات جماهير الشعب المغربي، وحزب التقدم والاشتراكية هو جزء من هذا النسيج الوطني الذي يجب أن يتعبأ أكثر من أي وقت مضى لصيانة مكتسبات الشعب المغربي وفي مقدمتها استرجاع وتملك المؤسسات السياسية الحزبية والدود عن استقلاليتها ووضوحها الفكري والسياسي، وتطهيرها من الفساد والوصولية والانتهازية'. وأضاف موقعو البيان، على أن ‘المسؤولية الوطنية والسياسية والأخلاقية والتنظيمية تفرض على مناضلات ومناضلي حزب التقدم و الإشتراكية الذين يشعرون بحالة الانكسار و الإحباط أن يحطموا قيود الصمت والتهميش والإقصاء من أجل هذا الحزب وهذا الوطن الذي هو في أمس الحاجة التاريخية لمدرسة كانت ولم تعد فضاء للعقل السياسي الحر المبدع و الخلاق في كل المحطات العصيبة وهي القيمة المضافة لهذا الحزب'. ودعت القيادات الى لملمة كل القوى وتكثيف كل الجهود واستنهاض الهمم الكامنة في وجدان المناضلات والمناضلين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتطهير ما يمكن تطهيره واسترجاع الحق في تقرير مصير الحزب بما يخدم مصالح الوطن والشعب، والتشبث بالحزب وإعادة بعثه من جديد هوية وخطا سياسيا وفكريا تقدميا واشتراكيا'. واعتبر الموقعون على البيان، أن أولى خطوات استعادة الحزب من أيدي الاسلاميين، هو إطلاق المبادرات الفردية والجماعية و فتح النقاش العميق إقليميا و جهويا ووطنيا قصد إيجاد الحلول السياسية والتنظيمية الكفيلة بإنقاذ حزب التقدم والاشتراكية من حالة التردي والانهيار'. و وقع البيان أعضاء اللجنة لحزب ‘التقدم والاشتراكية'، كل من ‘يوسف مكوريي'، ‘احمد كجي'، ‘عمر الروس' و ‘عبد القادر جويط'. جدير بالذكر أن ‘نبيل بنعبد الله' سارع الى التخلص من ‘امحمد كرين' أحد أقطاب معارضة التحالف مع ‘العدالة والتنمية' بوضع اسمه ضمن لائحة السفراء، حيث تم تعيينه سفيراً للمغرب بلبنان.