تعرض نادي بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم لهزيمة موجعة بأربعة أهداف نظيفة أمام ضيفه ريال مدريد ليودع بطولة دوري أبطال أوروبا من الدور قبل النهائي مساء أمس الثلاثاء ، ولكن الفريق مازال بإمكانه استعادة توازنه سريعا لينهي الموسم بشكل جيد. فبعد فوزه بثلاثيته التاريخية ، الدوري والكأس الألمانيين ودوري الأبطال ، العام الماضي يمكن بسهولة القول إن هذا الموسم يعتبر فاشلا وفقا لمعايير بايرن ميونيخ لأنه فشل في أن يصبح أول فريق يحتفظ بلقب دوري الأبطال بشكله الجديد. ولكن هذا الاستنتاج سيكون ظالما. فهناك سبب وجيه وراء عدم نجاح أي فريق آخر في الاحتفاظ بلقب هذه البطولة منذ أن فعلها آيه سي ميلان الإيطالي في عام 1990، وهذا السبب هو أن هذه المهمة بالغة الصعوبة. وهذه الصعوبة لا تكمن في مواجهة العديد من الأندية الكبيرة الأخرى التي تنفق مئات الملايين من الدولارات فحسب ، وإنما لأن مباريات أدوار خروج المغلوب عادة ما تحسم بأقل الهوامش. وربما يكون بايرن استحق هزيمته في مباراة أمس عن جدارة ، ولكن هذا لا يمنع أنه قبل 60 ثانية فقط من تسجيل هدف ريال مدريد في مباراة الذهاب كاد الفريق الألماني الزائر يسجل هدفا محققا. ولو كان بايرن سجل هذا الهدف حقا في ذلك التوقيت الذي لم يكن ريال مدريد سجل هدفه فيه بعد ، كانت الأمور ستختلف تماما. وبالنظر إلى الموقف الراهن ، مازال بإمكان بايرن ميونيخ أن يفتخر بإنجازه في إحراز لقب الدوري الألماني (البوندسليجا) في زمن قياسي هذا الموسم. كما أن النادي البافاري مازال بإمكانه إضافة لقب كأس جديد إلى مجموعته الشرفية عندما يلتقي مع بوروسيا دورتموند في نهائي كاس ألمانيا في 17أيار/مايو المقبل ببرلين. وقال كارل-هاينز رومينيجه رئيس مجلس إدارة بايرن ميونيخ : "نواجه مباريات كهذه أحيانا ، ولكننا علينا أن نتمالك أعصابنا". وأضاف : "أفسد إنجازنا قليلا لأننا بلغنا نهائي البطولة في عامين متتاليين ، وثلاث مرات في السنوات الأربع الأخيرة". وتابع رومينيجه : "رغم كل الغضب الذي تشعر به وهو يشتعل بداخلك ، أعتقد أنك يجب أن تبقى هادئا في أيام كهذه ، وأن تعود إلى منزلك وأن تحاول القيام بالأمر على نحو أفضل غدا". واعترف ماتياس سامر مدير الكرة في بايرن ميونيخ بصراحة بأن ريال مدريد استحق الفوز أمس ولكنه أكد أن بايرن مازال لديه طموحات لهذا الموسم. وقال سامر : "ما علينا الآن هو أن نستجمع قوانا وأن نقدم أداء جيدا في مباراتينا المتبقيتين لنا بالبوندسليجا ، وأن نستعد جيدا لنهائي الكأس وأن نفوز به". وأضاف : "وهذا سيجعل موسمنا جيدا ، سيكون موسما جيدا للغاية". وإذا لم يكن الفوز بلقبي الدوري والكأس المحليين لا يجعل من الموسم جيدا ، فربما يكون السبب في ذلك هو أن الآمال الممكن تحقيقها بالنسبة لنادي كبير مثل بايرن ميونيخ أصبحت تتجاوز حدود إمكانياتها. ولكن مصدر القلق الحقيقي في بايرن أمس لم يكن بسبب عدم الفوز بدوري الأبطال هذا الموسم ، وإنما بسبب أسلوب لعب المدرب بيب جوارديولا وإذا ما كان مناسبا لمساعدة بايرن على إحراز اللقب في السنوات المقبلة. فعندما تغلب بايرن على برشلونة الأسباني ، الذي ظهرت بصمة جوارديولا التدريبية واضحة على أداءه رغم أنه كان ترك تدريبه قبل عام تقريبا آنذاك ، في قبل نهائي دوري الأبطال بالموسم الماضي. كان هذا بمثابة انتصار للكرة السريعة والهجمات المرتدة على مبدأ الاستحواذ على الكرة دون محاولة اختراق دفاعات الفريق المنافس. ولا يمكن اعتبار الاستحواذ على الكرة أمر سيء ، ولكن بايرن جرب بنفسه خطورة الاستحواذ كهدف في حد ذاته. فالنسبة لفريق مثل برشلونة ، أصبح الاستحواذ على الكرة الغاية نفسها ، وليس الوسيلة التي تؤدي لتحقيق الغاية التي من المفروض أن تكون الفوز بالمباراة. وبعد عام واحد من مواجه برشلونة مع بايرن في دوري الأبطال ، ظهر بايرن في الدور نفسه من البطولة نفسها بوصفه الفريق صاحب النسبة الأكبر في الاستحواذ على الكرة وتمريرها ولكنه تعرض لهزيمة قاسية على يد ريال مدريد الذي انتهج أسلوب التحرك بالغ السرعة من الدفاع إلى الهجوم. وقال جوارديولا بعد المباراة : "كان السبب في هزيمتنا هو عدم استغلال الكرة كما ينبغي .. كنا رائعين في استغلال الكرة في مانشستر وفي مدريد أيضا ، ولكن ليس الليلة". وأضاف : "إذا لم تكن مسيطرا على مجريات اللعب في المباراة ، فلن تكون لديك أي فرصة أمام منافسين كهؤلاء". وجاءت تصريحات جوارديولا وسط شعوره بمرارة الهزيمة بعد المباراة مباشرة كدفاع متوقع عن طريقة اللعب التي جلبت العديد من الألقاب خلال مشوار تدريبي قصير. وخلال الصيف ، يجب أن يستغل جوارديولا الوقت لتطوير فلسفته بما يمكن أن يواجه التحديات التي تشكلها قوى أخرى مثل ريال مدريد. ولكنه عليه أولا أن يرفع مستوى فريقه خلال مباراتيه المتبقيتين بالبوندسليجا هذا الموسم وخلال نهائي كأس ألمانيا لكي يضمن أن يتذكر الناس هذا الموسم بأنه كان ناجحا.