بما أن كرة القدم المغربية بخير،وتتوفر على مكتب جامعي جيد،ويتخذ القرارات الصائبة كل يوم، فقد ارتأى المعنيون أن سفر كل من طارق نجم،الكاتب العام، وعبد الرحمان البكاوي، مدير المسابقات بالجامعة،وفؤاد الزناتي المكلف بالتواصل،وجلول المكلف بالمالية، إلى جنوب إفريقيا، حيث يوجد المنتخب المحلي، أمر ضروري جدا. وهكذا أصبحت الأمور على أحسن ما يكون،أكثر من أي وقت مضى، إذ يوجد علي الفاسي الفهري،وهو الرئيس، في مكان ما، حيث لا يعلم أحد، ويوجد نائباه عبد الله غلام، وهو بالمناسبة الناطق الرسمي، وعبد الإله أكرم، رئيس الوداد، في مكان آخر غير الذي يوجد فيه الرئيس، ويوجد الأعضاء الآخرون، وهم كثيرون، كل في مكانه الخاص، إذ لم يجتمعوا منذ فترة طويلة جدا، بما أن الاجتماعات لم يكن منها جدوى، "ياك الأمور كلها غادية، لاش الاجتماع أصلا؟". وبما أن البطولة هي الأخرى متوقفة، بدرجتيها، وربما تتوقف بطولة الهواة أيضا، لأن الفرق لا تجد ما تصرفه على لاعبيها، فإن المسؤولين عن المكاتب المسير منشغلون هذه الأيام بالتعاقدات، بحيث يركضون وراء الصفقات كل يوم، "وكل صفقية يا صفقة، مئات الملايين"، مع أنهم يقولون في التصريحات الصحفية ما يلي:"ليس لدينا مال، عتقو الروح، راه مشينا فيها"، وكأن كل شيء على ما يرام. والبطولة يا سادة يا كرام مشكوك أصلا في صحتها،بما أن رئيس فريق مغربي قال، والعهدة عليه، إنه ربما يذهب إلى القضاء ليطعن في النتائج، على اعتبار أن مسألة التصديق عليها يعود إلى لجنة منبثقة من المكتب الجامعي، في حين أنه لا يوجد مكتب جامعي في الوقت الحاضر، بعد أن طعنت لجنة الطوارئ لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم في جمع العاشر من نونبر الماضي، وأصبح كل شيء في خبر كان. ومع ذلك، فكأنما كل شيء على ما يرام. وبينما الأمور الكروية المغربية كذلك، إذ نودي، فجأة، على حسن بنعبيشة، قبل أيام قليلة من بدء منافسات كأس إفريقيا للاعبين المحليين، ليسهر على تأطير المنتخب الوطني، على اعتبار أن أسود الأطلس يمكن تدريبهم في ستة أيام، ودون مشاكل، وبمقدورهم أن يجترحوا المعجزات، ولا خوف عليهم من أي شيء، بما أن كل شيء لدينا على ما يرام. والغريب أنه مباشرة بعد أن انتهت المباراة بين الأسود والزيمبابوي بالتعادل حتى تقاطرت الانتقادات لبنعبيشة، وطريقة بنعبيشة، وأسلوب بنعبيشة، كما لو أن الرجل أشرف على التحضير للمنافسات القارية منذ سنتين، وأخذ حقه في الإعداد، وفي المباريات الودية، والتغييرات اللازمة، وما إلى ذلك، وما كان عليه أن يتعادل، أو يخطئ، أو يقع في شبهة من الشبهات. "ياك كلشي على خير، لاش يتعادل، وزايدها كيقول بللي مخذاش وقتو؟". الجميل في كرتنا الرائعة،وتسييرها الفريد،الذي ينبغي تدريسه في جامعات العالم، هو أن البطولة ستستمر،رغم التهديدات بالتوقف،وأعضاء مكتب الفهري، أو بعضهم، سيعوجون كأن شيئا لم يكن، ودون أن يحاسب أحد على تلطيخ صورة المغرب لدى "فيفا"، وسيكتفي المسؤول المغربي، صاحب فكرة الذهاب إلى القضاء بخصوص النتائج، بما قاله، وسيعتمد اللاعبون الجدد، حتى وإن لم يدفع لهم مالهم، وسيبقى ما قيل كلاما في الهواء، وسلام على موظفي الجامعة، ممن لم يسافروا إلى جنوب إفريقيا، وبقوا يشتغلون كما لو أن كل شيء على ما يرام. إلى اللقاء. بقلم: يونس الخراشي | رئيس القسم الرياضي بجريدة "أخبار اليوم"