يشكل اليوم العالمي بدون تدخين الذي يخلده المغرب غدا الأربعاء (31 ماي) على غرار باقي دول العالم، مناسبة لدق ناقوس الخطر بشأن هذه الآفة التي أضحت منتشرة بشكل كبير في صفوف الشباب. كما يعد فرصة سنوية لتقييم التقدم المحرز في مجال مكافحة هذه الآفة المرتبطة بالصحة العمومية . وبمناسبة هذا اليوم العالمي الذي يتم تخليده هذه السنة تحت شعار "لنزرع الغذاء وليس التبغ"، يتم تنظيم العديد من التظاهرات والأنشطة التحسيسية من أجل التحذير من مخاطر التدخين الذي يعد السبب الرئيسي للوفيات والأمراض التي يمكن اجتنابها. ووفقا لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، فإن معدل انتشار التدخين بالمغرب بين البالغين لسن 18 سنة فما فوق يبلغ 13.4 في المائة (26.9 في المائة من الرجال و0.4 في المائة من النساء)، في حين تصل هذه النسبة بين المتمدرسين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 و 15 سنة إلى 6 في المائة. كما يتعرض حوالي 35.6 في المائة من السكان للتدخين السلبي في الأماكن العمومية والمهنية. وفي ظل هذه الأرقام المقلقة، يتأكد أن مكافحة التدخين في صفوف الشباب أضحت أولوية أكثر من أي وقت مضى، بعدما أخذ انتشار التبغ والمخدرات في المؤسسات التعليمية أبعادا م فزعة خلال السنوات الأخيرة. فبحسب نتائج بحث «MedSPAD Maroc » لسنة 2017 حول تعاطي المؤثرات العقلية بين المراهقين المتمدرسين "يظل التبغ المنتج الذي يتم استعماله في مرحلة مبكرة من طرف التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و 17 سنة". ونتيجة لذلك، ينعكس انتشار هذه الآفة في صفوف طلبة الثانويات والإعداديات وتلاميذ المدارس الابتدائية، بشكل كبير على مستواهم الدراسي وكذلك على حالتهم الصحية. ومن جهتها، تحذر منظمة الصحة العالمية من الاستخدام المتزايد للسجائر الالكترونية، التي أضحت تنتشر كالنار في الهشيم بين طلبة المؤسسات التعليمية. فهذه السجائر، ورغم أنها لا تحتوي على التبغ، إلا أنها ضارة بالصحة وليست آمنة. وقد أصبحت تمثل خطرا كبيرا على المراهقين نظرا لتأثيراتها الضارة على نمو الدماغ على المدى الطويل، مما قد يتسبب في الإصابة باضطرابات على مستوى التعلم وباضطراب القلق. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن تعرض الأطفال والمراهقين للنيكوتين لا يخلو من آثار ضارة ودائمة على نمو الدماغ، مسجلة أن الإدمان على النيكوتين يتم في مدة أقل لدى الشباب مقارنة بالبالغين، مما تنجم عنه مخاطر الإصابة بالربو واضطرابات على مستوى وظائف ونمو الرئة. وفي هذا الصدد، تؤكد وزارة الصحة والحماية الاجتماعية على أهمية إشراك الجميع، أفرادا وإدارات وكذا المجتمع المدني، في تعزيز مكافحة التبغ، لا سيما في ما يتعلق بمنع بدء التدخين بين الشباب، ودعم ومرافقة الإقلاع عن عادات التدخين من خلال الالتزام بخدمات المساعدة في الإقلاع عن التدخين، المتوفرة في مؤسسات الوزارة، والدعوة لتنفيذ التشريعات الصارمة اللازمة لحماية غير المدخنين من التعرض لدخان التبغ وحظر التدخين في جميع الأماكن العامة.