- يحتفل المغرب يوم الجمعة ٬31 ماي على غرار باقي دول العالم٬ باليوم العالمي بدون تدخين٬ وذلك تحت شعار "لنعمل معا لمنع الإعلان عن منتجات التبغ والترويج لها ورعايتها". وأوضح بلاغ لوزارة الصحة أن منظمة الصحة العالمية تسعى هذه السنة للعمل على تشجيع البلدان على تنفيذ المبادئ الأساسية لاتفاقية مكافحة التبغ ودعم الجهود المبذولة على المستويات المحلية والوطنية والدولية لمكافحة جميع أشكال الترويج لمنتجات التبغ وطرق التعاطي لها. وحسب نفس البلاغ٬ فقد كشفت الدراسات التي أجريت في المغرب أن ظاهرة التعاطي للتدخين مقلقة جدا ومنتشرة بين صفوف كل من البالغين والشباب. وبالفعل فقد أظهرت دراسة "مارتا" التي أجريت سنة 2006٬ انتشار التدخين بنسبة 18 في المائة بين سكان المغرب الذين يبلغون 15 سنة فأكثر (31,5 في المائة منهم رجال و 3,3 في المائة بين صفوف النساء). كما أظهرت دراسة أخرى مماثلة أجريت سنة 2010 في المدارس أن 9,5 في المائة من الطلاب يتعاطون التبغ بأشكال مختلفة٬ 2,8 في المائة منهم يدخنون السجائر و 9 في المائة يستخدمون أنواعا أخرى. ووعيا منها بالآثار الضارة للتدخين٬ وضعت وزارة الصحة ومؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان برنامجا لمكافحة التدخين باعتباره محورا استراتيجيا للخطة الوطنية للوقاية من السرطان ومكافحته. ويهدف هذا البرنامج إلى توعية الشباب بمخاطر التدخين وحماية الأشخاص غير المدخنين وتشجيع الإقلاع عن التدخين. وأضاف البلاغ أنه سيتم٬ من جهة أخرى٬ تخصيص حصص المشورة الطبية للإقلاع عن التدخين في المستشفيات والمراكز الصحية٬ ترتكز أساسا على تقديم حصص العلاج النفسي وإرشاد الأشخاص على اختيار النوع المناسب من العلاجات البديلة المتوفرة. وتجدر الإشارة إلى أن المغرب سن منذ سنة 1996 قانونا ينص على مكافحة التبغ وحظر التدخين في الأماكن العامة ومنع الدعاية والإعلان له. وبالإضافة إلى ذلك٬ شارك المغرب في كل جلسات التشاور بخصوص اتفاقية مكافحة التبغ وكان إلى جانب أعضاء منظمة الصحة العالمية الذين وقعوا في 16 أبريل 2004 على الاتفاقية التي تخص مكافحة التبغ٬ ولكنه لا يزال من بين البلدان الذين لم يصادقوا عليها بعد. وعلى صعيد أوسع٬ يصنف التبغ من قبل منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية الدولية باعتباره من أهم مخاطر الصحة العامة. وفي حال لم يتم حشد الجهود٬ سيتسبب هذا الوباء في أكثر من ثمانية ملايين وفاة سنويا بحلول عام 2030٬ أكثر من 80 في المائة منهم ينحدرون من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. جدير بالذكر أن دخان التبغ يحتوي على أكثر من 4.000 مركب كيميائي٬ بما في ذلك 250 مادة مضرة وأكثر من 50 مادة مسرطنة. ويعد التبغ المسؤول عن 85 في المائة من سرطانات الرئة والفم والحنجرة والبلعوم والكلى والمثانة والبروستاتا والمعدة والرحم. فضلا عن ذلك يزيد التدخين من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والنوبات القلبية والسكتة الدماغة.